السبت 1447/05/03هـ (25-10-2025م)
الرئيسية » جولة في التراث » العراق » مرئي » الطعام » الدولمة والكبة والتشريب.. إرث غذائي يحافظ على ذاكرة المائدة العراقية

الدولمة والكبة والتشريب.. إرث غذائي يحافظ على ذاكرة المائدة العراقية

تتربع مائدة الإفطار العراقية في رمضان على مجموعة من الأطباق التراثية التي تمتد جذورها لقرون، وتشكل طبق «الدولمة» عنوانًا للمذاقات المختلفة التي تزين المائدة، إذ تحضر من خضروات مفرغة تحشى بالأرز واللحم والبصل والطماطم مع خليط من البهارات الخاصة، وتختلف طريقة التحضير من منطقة إلى أخرى، فهناك الدولمة الكركوكية أو التركمانية، والدولمة الكردية، والموصلية، والبغدادية، ويحرص العراقيون على الحفاظ على أصل الفكرة مع تنويع النكهات بما يعكس الخصوصية المحلية.

تستقطب المائدة أطباقًا رئيسية أخرى مثل «التشريب» الذي يعتبر من أشهر الأطباق الغنية بالنكهات، إضافة إلى المقبلات التي تحتل مكانة هامة بين العراقيين، وعلى رأسها «الكبة» بأنواعها المتعددة، وأشهرها الكبة الموصلية، ويحرص الصائمون على تناولها خلال الشهر الكريم لما توفره من طعم أصيل وتجربة غذائية متكاملة، في حين تتكامل هذه الأطباق مع المشروبات الرمضانية التي تمنح الطاقة والارتواء، مثل شربات الزبيب المصنوع من الزبيب الأسود أو الأبيض، وشراب اللبن المغذي والمريح للمعدة.

الدولمة" وأخواتها.. الأكلات الشعبية تتربع على موائد رمضان | سكاي نيوز عربية

تواكب الأطباق الرئيسية والحلويات الرمضانية التقليدية مائدة الإفطار، إذ يحظى الحلوى العراقية بمكانة خاصة بين أفراد العائلة بعد الإفطار، ويستمتعون بأصناف متنوعة مثل لقيمات، كليجة، بقلاوة، زلابية، برمة، كنافة، زنود الست ومدكوكة التمر، مع كوب الشاي العراقي الذي يكمل التجربة الرمضانية، وتشير الدراسات التاريخية إلى أن المطبخ العراقي يمتد تاريخه إلى عشرة آلاف سنة، حيث وجدت ألواح أثرية قديمة تظهر وصفات تحضير الطعام في المعابد خلال الأعياد الدينية، ما يجعل هذا التراث من أقدم كتب الطبخ في العالم.

يعكس تنوع الأطباق الرمضانية العراقية إرثًا ثقافيًا غنيًا، ويظهر اهتمام العراقيين بالحفاظ على الأصالة مع الابتكار المحلي في كل منطقة، كما يوضح ذلك تنوع طرق تحضير «الدولمة» بين المحافظات، ويظهر مدى ارتباط الشعب بالمذاقات التقليدية التي تمنح شهر رمضان طابعًا خاصًا على موائد الإفطار، وما زالت هذه الأطباق تشكل قاعدة أساسية لتجربة الإفطار الرمضاني بين الأجيال، إذ تمثل الرابط بين الماضي والحاضر وتعيد إحياء التراث الغذائي على موائد اليوم.

يحرص العراقيون على إحياء المائدة الرمضانية بكل تفاصيلها، من الأطباق الرئيسية إلى المقبلات والحلويات والمشروبات، ما يجعلها انعكاسًا مباشرًا للهوية الثقافية، ويؤكد استمرار إرث طويل يعود لآلاف السنين، ويضمن استمرار الطابع الفريد للمطبخ العراقي عبر الأجيال، مع المحافظة على النكهات الأصيلة والمكونات التقليدية التي تشكل وجبة الإفطار تجربة متكاملة ومتنوعة لكل أفراد الأسرة.

المصدر: الخليج

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار