يحافظ الزي الشعبي “الحوراني” على مكانته في المجتمع الريفي السوري، ويبرز ارتداءه لدى الرجال في الشتاء للتدفئة، بينما يشكل لباس النساء مبعث فخر وافتخار، ويصنع غالباً من قماش الجوخ ليواكب المناخ البارد ومتطلبات العمل الزراعي.
يرتدي الرجال الدامر فوق الثياب اليومية، ويظهر فيها وقار الكبير في السن ومكانته الاجتماعية، بينما يلبسونه في المناسبات الاجتماعية وتسوية النزاعات العائلية، ويصنع الدامر الرجالي دون زخارف، ويكون الكم مفتوحاً، ويقتصر لونه على البني أو الأسود أو الكحلي، ويُلبس مع “القضاضة” أو “الكبر” حسب الموسم.
تضع النساء الدامر فوق ثوب الحرير أو المقصب، ويتميز بأنه ثنائي الوجه، بألوان متعددة من الأزرق والخمري والأخضر الغامق، ويزين الأكمام والبريم والجيوب بزخارف سوداء، ويحتوي على بطانة من الجوخ، بينما نوع آخر من الدامر يعرف باسم الجبة، ويستخدم للدفء ويضيف أناقة للزي النسوي.

تضيف الزركشات والتطريز على الدامر النسائي قيمة جمالية تعكس التميز الاجتماعي، وتظل ملابس المرأة مرتبطة بالشرش والعصبة أو العرجة على الرأس، ويختلف شكل الدامر وتفاصيله بين المناطق ليحكي عن الهوية التراثية والعادات، كما تراعي الملابس الحشمة واتساعها لتسهيل الحركة والعمل داخل المنزل وخارجه.
يبرز الدامر كمرآة تعكس شخصية مرتديه ومكانته الاقتصادية والاجتماعية، ويجمع بين الراحة والجمال الوظيفي، ويتميز بتنوعه في الألوان والأقمشة والزخارف، بينما يعكس اللباس الرجالي بساطته وهيبته، ويبقى هذا الزي الشعبي دلالة حية على التراث الحوراني وارتباط المجتمع بالهوية التقليدية التي تنقلها الأجيال من الماضي حتى الحاضر.
المصدر: ويكيبيديا