الجمعة 1447/02/21هـ (15-08-2025م)
الرئيسية » جولة في التراث » سلطنة عُمان » مرئي » المعالم التاريخية » الخنجر العماني.. رمز للهوية والانتماء والاعتزاز الوطني

الخنجر العماني.. رمز للهوية والانتماء والاعتزاز الوطني

جهود سلطنة عمان في حماية تراثها الثقافي غير المادي أثمرت عن إنجاز جديد تمثل في إدراج الخنجر العماني ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للإنسانية في منظمة اليونسكو، ويعكس هذا الإدراج اعترافًا دوليًا بالقيمة التاريخية والثقافية للخنجر باعتباره أحد أبرز رموز الهوية العمانية، ويمثل ذلك تتويجًا لسلسلة من المبادرات التي بذلتها الجهات الرسمية والمجتمعية لتوثيق هذا الموروث وصونه ونقله للأجيال.

اهتمت السلطنة بإعداد ملف متكامل يعكس الأهمية الاجتماعية والثقافية والرمزية للخنجر العماني ، وتناول الملف الجوانب المتعلقة بجغرافيته وصناعته وأساليب استخدامه في الحياة اليومية والمناسبات المختلفة، كما أشار إلى دوره كشعار وطني يظهر في علم الدولة والعملات الرسمية والوثائق الحكومية.

No Image

وتضمن الملف تفاصيل حول انتقال المهارات والمعارف المرتبطة بصناعته وأهميته كرمز للهوية والانتماء والاعتزاز الوطني، وركّز على الجهود المبذولة لضمان استدامة الحرف المرتبطة به.

وثقت مصادر تاريخية مختلفة حضور الخنجر في المشهد الاجتماعي والثقافي العماني منذ قرون، وأكد الرحالة الأوروبيون في كتاباتهم خلال القرنين السابع عشر والثامن عشر أن الخنجر جزء لا يتجزأ من لباس الرجال في عمان.

وذكر روبرت بادبروغ في 1672 ارتداء الإمام سلطان بن سيف اليعربي لخنجر حريري الصنع، ووصف إنجلبيرت كامبفير سنة 1688 رجال مسقط بأنهم يلبسون الخنجر دائمًا.

وأشار ألكساندر هاميلتون إلى أن العمانيين يحملون سيوفًا أو خناجر قصيرة مثبتة على أحزمتهم، كما نقل المؤرخ بالجريف مشاهداته في 1863 عندما ارتدى السلطان ثويني خنجرًا ذهبيًا مرصعًا بالأحجار الكريمة، ودوّن ماكس بارون فون أوبينهيم رسومات دقيقة لخناجر عمانية في 1893 تعكس ملامح الزينة التقليدية المستخدمة في صناعتها.

تعد صناعة الخناجر من الصناعات التقليدية المتوارثة والتي تحتفظ بخصوصيتها الفنية والحرفية، ويشارك فيها الرجال والنساء في عدة محافظات، ويُصنع كل خنجر يدويًا حسب المواصفات المطلوبة، ويتكون من ثلاثة أجزاء رئيسية هي النصل والقرن والغمد.

يلعب الخنجر العماني دورًا رئيسًا في العديد من المناسبات التي تعكس العادات والتقاليد.

ويصنع النصل غالبًا من الحديد بينما يصنع الغمد من الخشب المغطى بجلد الماعز أو صفائح الفضة، وتُزيَّن الأغماد بنقوش وزخارف هندسية من خيوط فضية أو ذهبية، ويصنع القرن من العاج أو قرون الحيوانات النادرة أو الفضة والخشب، وتزخرف بمستويات فنية متعددة باستخدام الحبيبات والصفائح والتطعيم المعدني ، أما الحزام فيُنسج من الجلد ويُجهز بإبزيم فضي وسلسلة تثبيت.

يتعدد شكل الخنجر في عمان وفقًا للمنطقة الجغرافية ويختلف في الحجم والتفاصيل والزخارف ، أبرز الأنواع هو الخنجر السعيدي الذي يعود للسلطان سعيد بن سلطان منذ بداية القرن التاسع عشر ، ويصنع بثلاثة تصاميم تختلف في شكل المقبض وعدد الحلقات والزخارف الفضية.

كما يوجد الخنجر النزواني الكبير الحجم المرتبط بولاية نزوى التاريخية ، والخنجر البطاني صغير الحجم المعروف في محافظات الباطنة الساحلية، والخنجر الصوري المصنوع في مدينة صور والمميز بخفة وزنه ومقبضه المطلي بالذهب، إضافة إلى الخنجر الجنوبي الذي ينتشر في محافظة ظفار ويعرف باسم الخنجر القبلي أو الظفاري، والخنجر الحنشي الذي يرتبط بسكان المناطق الشرقية والوسطى ويشبه السكين في حجمه وطوله.

المصدر: جريدة عمان

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار