الخميس 1447/04/03هـ (25-09-2025م)
الرئيسية » جولة في التراث » الأردن » مرئي » المعالم التاريخية » الخط العربي.. فن خالد يتجاوز الكلمات ليصبح إرثًا ثقافيًا للبشرية

الخط العربي.. فن خالد يتجاوز الكلمات ليصبح إرثًا ثقافيًا للبشرية

في عالم تتسارع فيه وتيرة الحياة، يبقى الخط العربي رمزًا للأصالة والجمال، فهو ليس مجرد وسيلة للكتابة، بل هو فن عريق تتناقله الأجيال، ليتحوّل إلى لغة بصرية بليغة تعبّر عن هُوية وحضارة عريقة.

لقد بدأ هذا الفن كضرورة وظيفية، بهدف جعل النصوص العربية أكثر وضوحًا وقراءة، لكنه سرعان ما تحوّل بمرور الوقت إلى أحد أجمل الفنون الإسلامية، حيث شهد تطورًا كبيرًا في أشكاله وزخارفه، ليشمل أنواعًا متعددة، من الكوفي والنسخ إلى الرقعة والديواني.

أنواع الخطوط العربية وطريقة كتابتها

يمارس هذا الفن اليوم عدد كبير من الخطاطين حول العالم، رجالًا ونساءً ومن جميع الأعمار، وهم يحافظون على تقاليده من خلال الممارسة المستمرة، وبتوريث مهاراته من جيل إلى جيل، ويتم ذلك أيضًا عبر المدارس الرسمية والمراكز الحرفية.

لم يعد استخدام الخط العربي مقتصرًا على الورق والحبر، بل امتد ليشمل العديد من المجالات الفنية والحرفية، مثل الزخرفة، ونحت الرخام والخشب، والتطريز على الأقمشة، وحفر المعادن، ليضفي لمسة من الأناقة والجمال على كل ما يلامسه.

وفي اعتراف عالمي بأهمية هذا الفن وضرورة الحفاظ عليه، قامت منظمة اليونسكو في عام 2021 بإدراج “الخط العربي: المعارف والمهارات والممارسات” في قائمتها للتراث الثقافي غير المادي، وجاء هذا الإدراج بجهود مشتركة من ست عشرة دولة عربية، هي الجزائر، والبحرين، ومصر، والعراق، والأردن، والكويت، ولبنان، وموريتانيا، والمغرب، وعُمان، وفلسطين، والمملكة العربية السعودية، والسودان، وتونس، والإمارات العربية المتحدة، واليمن.

يعد هذا الإدراج خطوة هامة نحو حماية هذا الإرث الإنساني، وضمان استمراريته للأجيال القادمة، فهو ليس مجرد فن محلي، بل هو جزء من التراث العالمي الذي يعزز التفاهم الثقافي بين الشعوب.

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار