اعتمدت النساء في جنوب المملكة العربية السعودية على الأزياء التقليدية كوسيلة للتعبير عن هويتهن الثقافية، وارتدت النساء الثوب العسيري المميز بالنقوش الدقيقة والألوان المتنوعة، وصُمم الثوب ليواكب الظروف المناخية للمنطقة مع الحفاظ على الحرفية اليدوية العالية، واستغرق صانعوه شهورًا لإتقانه، ويعد كل ثوب تحفة فنية تعكس التراث والذوق المحلي.
صممت الأكمام في الثوب العسيري لتكون واسعة ومستقيمة، وغالبًا ما يأتي الثوب الأسود للنساء بينما يكون الأبيض للرجال، وزُين بخيوط ملونة تطريزًا على الصدر والأكمام وأطراف الثوب، وهذه الزخارف تعكس فنون منطقة عسير التقليدية وتبرز التفرد الثقافي، وأصبح الثوب يرتدى في الاحتفالات الوطنية والأعراس لما يوفره من راحة وحرية الحركة، ويجسد بساطة التصميم دون التضحية بالجمال.

ابتكر الحرفيون نقشات القط والزيان على الثوب العسيري لتزيين جوانبه والصدر والأكمام، وتعد هذه النقوش تجريدية وتمثل الهوية الفنية للمنطقة، وأدى الاهتمام بالتفاصيل الدقيقة إلى رفع قيمة الثوب بين سكان الجنوب والزوار على حد سواء، واحتفظت النسخ الحديثة من الثوب بروح الأصالة مع إدخال بعض التجديدات التي تناسب العصر الحديث، مما جعل الثوب علامة مميزة في الأزياء الشعبية.
تطور الثوب العسيري في الألوان والأقمشة، فبات يُصنع من الحرير المقصب والشيفون والكريب والتل والشالكي والجورجيت والمخمل والدوش، وصارت الألوان تتنوع من الأسود التقليدي إلى ألوان أخرى حسب رغبة المرأة، واستمر الاهتمام بالتطريز اليدوي والحرفية في التصميم، كما ساهمت هذه التحديثات في جعل الثوب مناسبًا لجميع الأوزان والأجسام، ووفرت خيارات أكبر للنساء للاختيار بين التقليدي والحديث.
حافظ المجتمع الجنوبي على ارتداء الثوب العسيري كرمز للتراث والفن الشعبي، وحرصت المهرجانات والمعارض المحلية على عرض هذه الملابس وإبرازها، وأصبح الثوب العسيري جزءًا من الهوية الثقافية للجنوب، ويمثل التقاء الماضي بالحاضر في تصميم واحد يعكس العراقة والتجديد في آن واحد، ويواصل الشباب والشابات تبنيه كأحد رموز الفخر بالتراث.
المصدر: ويكيبيديا