الأحد 1447/02/09هـ (03-08-2025م)
الرئيسية » جولة في التراث » المملكة العربية السعودية » مرئي » المعالم التاريخية » البن الخولاني يدخل قائمة التراث لرمزيته الثقافية والاقتصادية

البن الخولاني يدخل قائمة التراث لرمزيته الثقافية والاقتصادية

سجلت السعودية في عام 1444هـ الموافق 2022م المهارات والمعارف المرتبطة بزراعة البن الخولاني ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي لدى منظمة اليونسكو، وذلك لما يمثله هذا النوع من البن من قيمة تراثية واجتماعية واقتصادية في المناطق الجنوبية من المملكة، خصوصًا في جازان وعسير والباحة، حيث يُعد البن الخولاني أحد أقدم المحاصيل المزروعة في المنطقة، إذ يعود تاريخ زراعته إلى نحو ثمانية قرون، وما زال حتى اليوم يمثل مصدرًا للرزق والفخر والانتماء لأهالي الجبال والقرى التي احتضنته تاريخيًا.

ويعتمد إنتاج البن الخولاني على مهارات تقليدية متوارثة في الزراعة والعناية بالشتلات والحصاد والتجفيف والتحميص، وتنتقل هذه المهارات من جيل إلى آخر داخل العائلات، وتُعد جزءًا من الممارسات اليومية لسكان المناطق الجبلية، ويُزرع البن في مدرجات جبلية تعتمد على مياه الأمطار، ويتميز بخصائص فريدة من حيث الجودة والنكهة التي جعلته مميزًا عن أنواع البن الأخرى المنتشرة عالميًا، ويُنظر إليه اليوم كمصدر للقيمة الاقتصادية والهوية الثقافية في آنٍ واحد.

وترتبط زراعة البن الخولاني بعادات اجتماعية متجذرة، إذ يُستقبل الزائر في قرى الجنوب بالقهوة المصنوعة من هذا البن، وتُقام له مهرجانات واحتفالات موسمية عند الحصاد، كما يُستحضر في الأهازيج الشعبية والأمثال والأشعار، مما يعكس حضوره القوي في الحياة اليومية والرمزية لأهالي المنطقة، وتُستخدم أدوات تقليدية في تحميصه وطحنه وتقديمه، ويُحافظ على تقديمه وفق طقوس محددة تعبر عن الفخر بجودته وارتباطه بالأرض والناس.

ويُعد تسجيل هذا العنصر في قائمة التراث خطوة مهمة لتوثيق الجهود الزراعية والثقافية المرتبطة به، ولتعزيز استدامة هذا النشاط التقليدي في ظل التحديات البيئية والاقتصادية، وتعمل الجهات المختصة في السعودية على تطوير قطاع البن الخولاني عبر دعم المزارعين وتوفير التدريب والتمويل، وفتح أسواق داخلية وخارجية للمنتج، كما أطلقت وزارة الثقافة مبادرات لتعريف المجتمع المحلي والدولي بتاريخ هذا البن وقيمته التراثية، إلى جانب إدخاله في المهرجانات الوطنية والفعاليات الدولية التي تُسلط الضوء على ثراء الموروث السعودي.

ويحظى البن الخولاني اليوم باهتمام واسع، سواء على مستوى الإنتاج أو الهوية الثقافية، ويُستخدم في تصميم الشعارات والمنتجات السياحية والتجارية المرتبطة بالجنوب، ويُنظر إليه كرمز متكامل يجمع بين جودة الزراعة وعمق الثقافة، مما يجعله أحد أهم الموارد التراثية التي تعكس العلاقة الوثيقة بين الإنسان وأرضه في السعودية.

المصدر: saudipedia

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار