الأثنين 1447/02/24هـ (18-08-2025م)
الرئيسية » جولة في التراث » فلسطين » مرئي » المعالم التاريخية » البلدة القديمة بالخليل موقع تراثي يعكس العمق التاريخي والتنوع الديني والثقافي في فلسطين

البلدة القديمة بالخليل موقع تراثي يعكس العمق التاريخي والتنوع الديني والثقافي في فلسطين

أدرجت منظمة اليونسكو البلدة القديمة في الخليل ضمن قائمة التراث العالمي عام 2017 ، ويأتي هذا الاعتراف الدولي تتويجًا لأهمية المدينة كموقع يعكس العمق التاريخي والتنوع الديني والثقافي في فلسطين ، ويؤكد دورها الحيوي في سردية الشعوب وحماية الموروث الحضاري من التهديدات المعاصرة.

تتميز البلدة القديمة بطابعها العمراني الفريد الذي يعود إلى عصور مختلفة منها المملوكية والعثمانية ، وتنتشر في أحيائها مبانٍ حجرية ذات طابع تقليدي وأسقف مقببة وأزقة ضيقة تشهد على أزمنة مضت ، وتضم المدينة معالم معمارية تحتفظ بوظائفها حتى اليوم مما يعكس تواصل الحياة داخل فضاء تراثي أصيل.

تشكّل الأحياء القديمة مثل حارة السواكنة وحارة القزازين نسيجًا اجتماعيًا متماسكًا حافظ على روح المدينة الأصلية ، ويعتمد سكان هذه الأحياء على أنشطة تقليدية وحرف يدوية ما زالت تشكل مصدر دخل يومي ومكونًا أساسيًا في هوية المكان ، وتُعرض هذه المنتجات في أسواق شعبية مفتوحة تحافظ على خصوصيتها رغم التحولات المحيطة.

يُعد الحرم الإبراهيمي الشريف قلب المدينة الديني وموقعًا ذا رمزية دينية عميقة لدى أتباع الديانات السماوية الثلاث ، ويُعتقد أنه يضم قبور الأنبياء إبراهيم وإسحاق ويعقوب وزوجاتهم ، ويحتفظ المكان بقدسيته رغم الإجراءات الاحتلالية التي أثرت على حرية الوصول إليه.

تُعرف البلدة القديمة بأنها مركز للتراث الثقافي الحي من خلال استمرار الممارسات اليومية المرتبطة بالحرف والطقوس والعادات المحلية ، وتُعد هذه الممارسات امتدادًا لسلسلة ثقافية ممتدة حافظت عليها الأجيال في مواجهة التغيير ، ويسهم السكان في نقل هذه التقاليد شفهيًا وعمليًا عبر أنشطة الحياة اليومية.

تواجه البلدة تحديات متزايدة في ظل واقع الاحتلال والتوسع الاستيطاني الذي يهدد الطابع التاريخي والديمغرافي للمدينة ، وتتعرض أحياؤها لمحاولات تهويد ممنهجة تشمل تقييد الحركة وبناء بؤر استيطانية في قلب الأحياء الفلسطينية ، ويقوض هذا الواقع إمكانية الحفاظ على الهوية الثقافية بشكل مستدام.

تعزز جهود تسجيل المدينة ضمن التراث العالمي فرص الحماية الدولية لهذا النسيج المعماري والاجتماعي ، وتدعم المبادرات المحلية الهادفة إلى ترميم المباني القديمة وتنشيط الأسواق والحرف ، ويشكل التفاعل بين السكان والمكان دليلاً حيًا على حيوية التراث الفلسطيني وقدرته على الصمود.

المصدر: اليونسكو

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار