تعد مدينة البترون الساحلية في شمال لبنان من أقدم المدن في العالم، حيث أسسها الفينيقيون في الألفية الثانية قبل الميلاد، وتحظى بتاريخ يمتد عبر الفترات اليونانية والرومانية والعثمانية.
أدرجت البترون على القائمة الإرشادية المؤقتة لليونسكو تحت اسم “المركز التاريخي لمدينة البترون”، في خطوة تهدف إلى الاعتراف الرسمي بقيمتها التراثية.
يمثل الموقع التاريخي في البترون نموذجًا متكاملاً للمدن الساحلية القديمة التي شهدت تطورات حضارية متعددة، إذ جمعت بين العمارة الفينيقية واليونانية والرومانية، إضافة إلى التأثيرات العثمانية التي أضافت بعدًا جديدًا لهويتها الثقافية، ويحتفظ المركز التاريخي بالبترون بأطلال ومباني تعكس هذه الحقب، مما يعزز قيمتها كموقع تراثي هام في لبنان والمنطقة.
سعت السلطات اللبنانية ووزارة الثقافة إلى إدراج البترون ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو، عبر تقديم طلب الإدراج عام 2019، مع التأكيد على أهمية هذا الإجراء في ضمان حماية المدينة وتطويرها سياحيًا وثقافيًا، ويتيح الإدراج فرصًا لدعم جهود الصيانة، ويعزز مكانة البترون على خارطة التراث العالمي.
تشكل البترون اليوم مثالًا حيًا على التراث الحضاري الذي يمتد لآلاف السنين، كما تمثل نقطة جذب للسياح والباحثين المهتمين بتاريخ الفينيقيين والحضارات التي تعاقبت على لبنان، كما يلعب الموقع دورًا في دعم الهوية الثقافية الوطنية، ويحفز المبادرات المحلية للحفاظ على هذا التراث الثمين.
يواجه الموقع تحديات عدة تشمل التدهور البيئي والضغط العمراني، ما يتطلب خططًا متكاملة للحفاظ على التراث ضمن إطار التنمية المستدامة، ويشمل ذلك التعاون بين الجهات الحكومية والمنظمات الدولية والمجتمع المحلي، تمثل هذه الخطط ضرورة للحفاظ على ما تبقى من المعالم التاريخية وضمان استمراريتها.
المصدر: ويكيبيديا
