الأثنين 1447/02/10هـ (04-08-2025م)
الرئيسية » جولة في التراث » ليبيا » مرئي » المعالم التاريخية » البازين.. تراث غذائي يحمل الهوية الوطنية الليبية

البازين.. تراث غذائي يحمل الهوية الوطنية الليبية

 

يُعد طبق البازين من أبرز الأطباق الشعبية الليبية التي ترتبط بالهوية والتقاليد وتعبّر عن روح التكافل المجتمعي، حيث تنتشر طريقة تحضيره وتناوله في المدن والقرى الليبية، خصوصاً في المناطق الغربية، ويُصنف كأحد أهم رموز التراث المحلي، الأمر الذي دفع الكثير من الناشطين والمختصين إلى الدعوة لتوثيقه ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي في منظمة اليونسكو، بهدف حمايته ونقله إلى الأجيال القادمة.

يمثل طبق البازين جزءاً أساسياً من الموروث الشعبي، ويعود تاريخه إلى قرون مضت، وكان يستخدم كوجبة أساسية في الحياة اليومية لأغلب العائلات الليبية، خصوصاً في الأرياف والمجتمعات الزراعية، لارتباطه بالمكونات المحلية مثل دقيق الشعير وزيت الزيتون والبصل والطماطم، وهي مكونات كانت متوفرة في الأسواق المنزلية الليبية دون الحاجة لاستيراد أو تجهيزات معقدة.

ويُعد تناول البازين جماعياً في وعاء كبير يسمى “القصعة” من العادات الاجتماعية الراسخة التي تعكس مفاهيم الكرم والتشارك والتكافل.

بازين - ويكيبيديا

تُحضَّر وجبة البازين عبر غلي دقيق الشعير في الماء حتى يتماسك، ثم يُعجن بعصا خشبية طويلة تُعرف بـ”المجراف”، وتُشكل الكتلة الناتجة على هيئة قبة تتوسط صحن كبير، يُضاف إليها مرق غني بالبصل والطماطم والبهارات، ويُطهى فيه اللحم والبطاطس أحياناً، ويُزين الطبق ببيض مسلوق في بعض المناطق، ويُقدم ساخناً في التجمعات العائلية أو المناسبات الاجتماعية، ويتم تناوله غالباً باستخدام اليد اليمنى بطريقة جماعية دون أدوات مائدة.

وتكمن أهمية هذا الطبق في قيمته الثقافية، حيث لا يقتصر دوره على كونه وجبة مشبعة فحسب، بل يرمز إلى علاقة الليبيين بأرضهم ومنتجاتهم المحلية، ويعبر عن البساطة والتوازن في الغذاء، كما أنه يُعد وسيلة لربط الأجيال الجديدة بالتراث الغذائي الوطني.

ويسعى نشطاء ليبيون في مجالات التراث والثقافة إلى إدراج البازين ضمن قائمة التراث العالمي كخطوة لحمايته من الاندثار في ظل تغيرات سريعة تطال أنماط الحياة والعادات الغذائية.

ويؤكد عدد من المختصين في شؤون التراث أهمية توثيق الأطباق التقليدية في ليبيا، خاصة تلك التي ما زالت تُمارس بشكل يومي وتحظى بشعبية واسعة مثل البازين، وذلك من خلال تصوير مراحل التحضير، وجمع الروايات الشفوية، وتوثيق المناسبات التي يُقدَّم فيها، بهدف إعداد ملف ثقافي متكامل لتقديمه إلى اليونسكو.

المصدر: الجزيرة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار