الثلاثاء 1447/04/15هـ (07-10-2025م)
الرئيسية » جولة في التراث » مصر » غير مرئي » المعالم التاريخية » الأراجوز.. حكايات شعبية على شفا الاندثار وصوت تراثي يعانق قائمة اليونسكو

الأراجوز.. حكايات شعبية على شفا الاندثار وصوت تراثي يعانق قائمة اليونسكو

 

قدم فنانو الأراجوز عروض الدمى اليدوية التقليدية في مصر منذ عقود، حيث يعتمد العرض على دمية صغيرة تحركها يد الممثل داخل منصة محددة، ويصاحب العرض مساعد يتفاعل مع الجمهور، كما يستخدم جهازاً يعرف باسم “الزمارة” لتوليد الصوت المميز للدمية، ويعد هذا النوع من الفنون المسرحية أحد أشكال الترفيه الشعبي الذي جمع بين الهزل والرسائل الاجتماعية، وقد ارتبط بالأفراح والمناسبات الشعبية في المدن والقرى على حد سواء.

يمثل الأراجوز عنصراً أساسياً من التراث الشعبي المصري، حيث تنقل العروض مواقف الحياة اليومية والقضايا الاجتماعية بأسلوب هزلي يجذب الصغار والكبار، كما يتيح التفاعل المباشر مع الجمهور، ويعكس قدرة الحرفيين على الجمع بين الإبداع الفني والرسالة الاجتماعية، ويستند أداء الأراجوز على مهارة الممثل في تحريك الدمية وإصدار الأصوات وإدراك الإيقاع المسرحي، وهو ما يميز هذا الفن عن أشكال الدمى الأخرى في المنطقة.

ساهم الأراجوز على مدار العقود في تعزيز التواصل بين أفراد المجتمع، فهو يمثل وسيلة لنقل الثقافة الشعبية والحكايات المحلية والقصص الهادفة، كما يمنح الأطفال تجربة ممتعة ومفيدة ويتيح للكبار استرجاع التراث الاجتماعي بطريقة مرحة، ويبرز الفن تأثير الثقافة على المسرح الشعبي، ويشكل وسيلة للتعبير عن الحياة اليومية بأسلوب فني وجاذب، ما جعله عنصراً مهماً في الفلكلور المصري.

مصر.. محاولات جادة لإحياء فن الأراجوز

واجه فن الأراجوز تحديات كبيرة في السنوات الأخيرة، إذ قل عدد الممارسين الأصليين بسبب تغير الظروف الاجتماعية والسياسية والثقافية، إضافة إلى تأثير وسائل الإعلام الحديثة على اهتمام الجمهور، كما أدى ضعف الدعم الرسمي إلى تهديد استمرار هذا الفن، وهو ما دفع بعض الفنانين إلى الابتكار في أساليب الأداء لتكييف العروض مع الجمهور المعاصر والحفاظ على استمرار التراث الشعبي.

تم إدراج الدمى اليدوية التقليدية (الأراجوز) في قائمة اليونسكو للتراث الثقافي غير المادي عام 2018، ويؤكد هذا الإدراج على أهميتها التاريخية والثقافية، كما يدعم جهود الحفاظ على هذا الفن وحماية ممارسيه من الاندثار، ويتيح فرصة للباحثين والمهتمين بالفلكلور المصري لدراسة تقنيات الأداء والدمى والتفاعل مع الجمهور، ويؤكد على دور الأراجوز في تعزيز الهوية الثقافية والتراث الشعبي لمصر.

يعكس فن الأراجوز قدرة المجتمع المصري على صون التقاليد الفنية وتكييفها مع الظروف المتغيرة، ويبرز قيمة الفنون الشعبية كجسر بين الماضي والحاضر، ويؤكد إدراج هذا الفن ضمن التراث العالمي على أهمية دعم الفنانين المحليين والحفاظ على مهاراتهم، كما يظهر الدور الذي تلعبه الدمى اليدوية في تعزيز الثقافة والفكاهة والتعلم، ويظل الأراجوز رمزاً حياً للتراث المسرحي الشعبي المصري.

المصدر: اليونسكو

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار