الأثنين 1447/03/16هـ (08-09-2025م)
الرئيسية » جولة في التراث » العراق » مرئي » المعالم التاريخية » إريدو.. مدينة أثرية تتميز بمكانتها الدينية البارزة في التاريخ السومري

إريدو.. مدينة أثرية تتميز بمكانتها الدينية البارزة في التاريخ السومري

شهدت مدينة إريدو الأثرية في جنوب العراق اهتماماً متزايداً بعد إدراجها ضمن قائمة التراث العالمي عام 2016، حيث أصبحت جزءاً من موقع “أهوار جنوب العراق” الذي يشكل مزيجاً فريداً بين التنوع البيئي والطبيعة الساحرة والبعد التاريخي العميق لمدن حضارة بلاد ما بين النهرين.

وقد جاء هذا الاعتراف الدولي ليؤكد أهمية المدينة التي تمثل إحدى أقدم الحواضر الإنسانية في العالم، إذ يرجع تأسيسها إلى نحو 5400 عام قبل الميلاد، الأمر الذي يجعلها نقطة مركزية لفهم تطور الاستيطان البشري وبدايات نشأة الحضارة السومرية.

تتميز إريدو بمكانتها الدينية البارزة في التاريخ السومري، فقد كانت مركزاً لعبادة الإله “إنكي” الذي ارتبط بالماء والحكمة في المعتقدات القديمة، وكانت تقام فيها طقوس وشعائر تعكس الدور الروحي الذي أدته المدينة لقرون طويلة، كما يذهب بعض الباحثين إلى الاعتقاد بأن زقورة إريدو قد تكون هي الموقع الأسطوري الذي ارتبط بحكاية برج بابل، مما أضفى على المدينة بعداً أسطورياً جعلها حاضرة في كتابات المؤرخين وعلماء الآثار حتى اليوم.

هل ينتصر التغير المناخي على إريدو العراقية... أقدم مدن العالم؟

انضمت إريدو إلى جانب مدينتي أور وأوروك، بالإضافة إلى أربع مناطق من الأهوار العراقية، لتشكيل موقع تراث عالمي يعكس التداخل بين الإنسان والطبيعة عبر آلاف السنين، فالأهوار التي تعتبر من أكبر أنظمة الدلتا الداخلية في العالم تمثل بيئة فريدة تعزز التنوع البيولوجي وتوفر موطناً لعدد كبير من الكائنات، وهو ما جعل الاعتراف بها لا يقتصر على القيمة الأثرية فحسب بل يمتد ليشمل البعد البيئي والحضاري.

جاء إدراج الموقع أيضاً استجابة لحاجة ملحة في الحفاظ على هذا الإرث من التدهور والإهمال، إذ يضمن الاعتراف الأممي توجيه الجهود نحو حماية البقايا الأثرية وتنظيم أعمال التنقيب وترميم المعابد والزقورات، إلى جانب دعم برامج التوعية المجتمعية بأهمية المكان، كما يسهم القرار في فتح آفاق للتنمية المستدامة من خلال تنشيط السياحة الثقافية والبيئية بما يوفر فرص عمل ويحسن من البنية التحتية للمنطقة.

يشكل هذا الإدراج حافزاً للتعاون الدولي في مجالات حماية وإدارة المواقع التراثية، إذ يفتح الباب أمام تبادل الخبرات بين العراق والمؤسسات الدولية المعنية بالتراث والحفاظ على المواقع التاريخية، كما يعزز دور المجتمع المحلي في المشاركة بجهود الحماية بما يضمن استدامة المكان للأجيال المقبلة، ويجعل من إريدو رمزاً يجمع بين التاريخ العريق والطبيعة الفريدة والشراكة العالمية في صون التراث الإنساني.

المصدر: ويكيبيديا

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار