تسعى العراق للحفاظ على مدينة أوروك الأثرية وتسجيلها ضمن التراث العالمي، وتقع المدينة شرق نهر الفرات في محافظة المثنى، وتعد أوروك واحدة من أوائل المراكز الحضارية في العالم التي ظهرت في بداية العصر البرونزي.
ويعود الفضل للمدينة في اختراع الكتابة حوالي عام 3200 قبل الميلاد، كما أنها المدينة التي عاش فيها جلجامش وكتبت فيها ملحمته الشهيرة، وقد أدرجت أوروك ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي في عام 2016 كجزء من أهوار جنوب العراق.
تضم أوروك بقايا حضارية تمثل أقدم المدن والمستوطنات السومرية في جنوب بلاد ما بين النهرين، وتشير الدراسات الأثرية إلى أن المدينة كانت مركزًا دينيًا وسياسيًا واقتصاديًا، كما تحتوي على بعض من أقدم المباني الضخمة في تاريخ العمارة والتي كانت الأكبر في عصرها، ويبرز ذلك الدور المهم الذي لعبته المدينة في الحضارة السومرية، ويعكس الموقع مدى تطور العمارة والتنظيم العمراني في الفترة القديمة.
تمثل الزقورات والمعابد في أوروك معالم رئيسية تبرز الحياة الدينية والاجتماعية للسكان، وتشير النقوش والأدوات المكتشفة إلى ممارسات دينية وتقويم زراعي وفني، ويشكل ذلك دليلاً على التطور الثقافي والعلمي للسومريين، كما تعكس المكتشفات دور أوروك كمركز تعليمي وثقافي في جنوب بلاد ما بين النهرين، ويؤكد ذلك الأهمية العالمية للموقع ضمن التراث الإنساني.
تدخل أوروك ضمن موقع “أهوار جنوب العراق” الذي يشمل أربع مناطق مستنقعية إضافة إلى مدن أور وإريدو، وتعتبر الأهوار أكبر الأنظمة الداخلية للدلتا في العالم، وتوفر بيئة طبيعية للعديد من الكائنات الحية، ويبرز التنوع البيولوجي في المنطقة من خلال الطيور والأسماك والنباتات النادرة، ويؤكد إدراج أوروك ضمن هذه المجموعة الترابط بين التراث الطبيعي والثقافي، ويضع الموقع في موقع عالمي لحماية التراث البيئي والحضاري معًا.
شهدت المدينة زيارات من باحثين ودبلوماسيين لتعزيز الوعي العالمي بأهميتها التاريخية، ويعمل الخبراء على تطوير برامج سياحية وثقافية لإتاحة استكشاف تاريخ المدينة، كما تشمل المبادرات تنظيم ورش عمل ومحاضرات تعريفية بزقورات المدينة واختراع الكتابة وملحمة جلجامش، ويهدف ذلك إلى ربط السياحة بالبحث العلمي وإبراز مكانة العراق في الحفاظ على الحضارات القديمة.
تواجه أوروك تحديات في توفير الخدمات والمرافق السياحية الأساسية رغم إدراجها ضمن التراث العالمي، ويعمل المسؤولون على ترميم المعالم المتضررة وتأمين حماية الموقع، كما يتم إعداد ملفات توثيقية دقيقة لاستكمال متطلبات اليونسكو.
ويهدف المشروع إلى دمج جهود الجهات المحلية والدولية لضمان استدامة الحفاظ على التراث الحضاري، ويشكل ذلك نموذجًا للتعاون بين العراق والمنظمات العالمية في حماية المواقع الأثرية.
المصدر: ويكيبيديا