تمتد أهوار العراق كمسطحات مائية ساحرة في جنوب البلاد، تغطي الأراضي المنخفضة لنهري دجلة والفرات، وتشكل أكبر دلتا داخلية في بيئة قاحلة، وتعكس جمالًا طبيعيًا نادرًا ويجذب منظرها الزوار والباحثين من مختلف أنحاء العالم.
تضم الأهوار هور الحويزة وهور الحمار وأهوار القرنة، وتبرز كواحة خضراء تحتضن تنوعًا بيولوجيًا فريدًا، وسجلت اليونسكو الأهوار ضمن قائمة التراث العالمي عام 2016، لتكون رمزًا عالميًا للتنوع البيئي وتحمي أنواعًا مستوطنة ومهددة بالانقراض.
تستضيف الأهوار الطيور المهاجرة، وتشكل نقطة انطلاق رئيسية للبط، وتربط بين آسيا وأفريقيا، كما تؤوي أنواعًا نادرة من الأسماك والروبيان التي تهاجر بين المياه المالحة والعذبة، ما يضفي حيوية على النظام البيئي ويعزز استقرار التوازن الطبيعي.
تحتضن المنطقة نباتات مائية متنوعة توفر موطنًا للكائنات الحية، وتدعم الاستدامة البيئية، وتشكل الأهوار ملاذًا رئيسيًا للطيور المهاجرة، وتوفر بيئة مثالية لتكاثر الأسماك، ما يحافظ على دورة حياة الكائنات المائية والتوازن البيئي في المنطقة.
تلعب الأهوار دورًا ثقافيًا واجتماعيًا مهمًا، واستضافت مجتمعات محلية عاشت بتناغم مع الطبيعة، وتعكس تراثًا إنسانيًا غنيًا، ويعتمد السكان المحليون على الأهوار في الصيد والزراعة، محافظين على أسلوب حياة تقليدي مرتبط بالبيئة المحيطة.
تواجه الأهوار تحديات بيئية خطيرة بسبب التغيرات المناخية، ما يهدد وجودها ويستدعي جهودًا عالمية للحفاظ عليها، وتسعى الجهات المعنية في العراق للحفاظ على هذا التراث الطبيعي، ما يعزز مكانة البلاد كوجهة بيئية عالمية ويجذب السياح والباحثين.
تظل أهوار العراق رمزًا للجمال الطبيعي، وتحمل قصص الحياة البرية وتعكس تناغم الإنسان مع البيئة، وتبقى شاهدة على عظمة الطبيعة وتساهم في تعزيز الوعي البيئي، وتدعو للحفاظ على التراث الطبيعي وترسم لوحة بيئية خلابة في قلب البلاد.
المصدر: اليونسكو