الثلاثاء 1447/04/15هـ (07-10-2025م)
الرئيسية » جولة في التراث » مصر » مرئي » الآثار » أم البريجات موقع تراثي يكشف عن تداخل ثقافات مصرية ويونانية قديمة

أم البريجات موقع تراثي يكشف عن تداخل ثقافات مصرية ويونانية قديمة

 

يكشف موقع أم البريجات الأثري بمحافظة الفيوم المصرية عن جانب مهم من العمق التاريخي للحضارة المصرية، إذ يعود تأسيسه إلى العصر المتأخر للمملكة القديمة، غير أنه شهد ذروة ازدهاره خلال الحقبة اليونانية الرومانية، حيث برز كمركز ديني بارز بفضل المعبد المكرس للإله سوبك الذي ارتبطت عبادته بالقوة والخصوبة والنيل.

يحتوي الموقع على آثار تعود إلى العصر البطلمي المبكر، ما يمنحه قيمة خاصة في سجل التاريخ المصري، فقد كان المعبد يمثل قلب النشاط الديني حيث كان الكهنة يقيمون الطقوس والقرابين لاسترضاء سوبك، وتشير النقوش المكتشفة إلى تعقيد تلك الطقوس وما عكسته من عمق في المعتقدات الروحية.

ويُدرج أم البريجات حالياً ضمن القائمة الإرشادية المؤقتة لمنظمة اليونسكو، وهو ما يبرز أهميته على المستوى العالمي، وبينما تضم الفيوم العديد من المواقع الأثرية، يظل هذا الموقع مميزاً بسبب تنوعه الثقافي، إذ يجمع بين عناصر الحضارة المصرية القديمة والتأثيرات اليونانية، ما يجعله شاهداً على تداخل ثقافي فريد في تاريخ المنطقة.

أم البريجات" أهم المناطق الأثرية بالفيوم ويرجع تاريخها للعصر البطلمى - اليوم السابع

وتشير نتائج الحفريات إلى أن المدينة لم تكن مجرد مركز ديني فحسب، بل كانت أيضاً مركزاً تجارياً نشطاً، فقد عُثر على تماثيل ونقوش وأدوات توثق للحياة اليومية للسكان، بما في ذلك مشاهد للأنشطة الزراعية والاحتفالات الدينية، وهو ما يعكس حيوية المجتمع وتطور مهارات الحرفيين في تلك الفترة.

ويكشف الموقع عن أهمية محافظة الفيوم كمركز ثقافي في العصور القديمة، حيث استضافت مجتمعات متعددة الثقافات، وجمعت بين التأثيرات المصرية الأصيلة واللمسات الفنية اليونانية، كما توضح البقايا المعمارية تنوع الأساليب واندماجها في مشهد معماري متناغم يعكس الثراء الحضاري.

وتُسجل جهود الحفاظ على الموقع دوراً محورياً في تعزيز السياحة الثقافية بالفيوم، إذ يعمل علماء الآثار على دراسة دقيقة للكشف عن المزيد من الأسرار، كما تشكل هذه الجهود خطوة عملية باتجاه إدراج أم البريجات رسمياً ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو، ما يمنحه حماية أوسع وفرصة للتعريف به على نطاق دولي.

ويجسد الموقع اليوم جسراً بين الماضي والحاضر، إذ يحمل إرثاً حضارياً غنياً ويكشف عن دور الفيوم كمركز للتفاعل الحضاري عبر العصور، وتؤكد الاكتشافات المستمرة على ضرورة تكثيف جهود حماية هذا التراث الذي يشكل شاهداً مادياً على عظمة الحضارات التي مرت به، ليظل حياً في ذاكرة الأجيال.

المصدر: ويكيبيديا

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار