أدرجت منظمة اليونسكو شجرة الأركان والممارسات التقليدية المتعلقة باستخراج زيتها في قائمة التراث الإنساني الثقافي غير المادي بعد دراسة الملف الذي قدمه المغرب والموافقة عليه دون تحفظ.
ويأتي هذا الاعتراف الدولي تتويجاً للجهود التي بذلتها المملكة من أجل الحفاظ على هذا الموروث الطبيعي والثقافي الذي يمثل أحد عناصر الهوية المحلية للمجتمعات القروية في مناطق الأطلس وسوس، ويعكس هذا القرار تقديراً دولياً لمعارف السكان التي توارثوها عبر الأجيال بشأن استعمالات الشجرة وفوائدها الاقتصادية والطبية والبيئية.
اعتمدت اليونسكو منذ عام 2005 تصنيف هذه الممارسات ضمن ما تسميه “عادات وممارسات ودراية بشأن شجرة الأركان”، وهو ما منح هذه الثقافة المرتبطة بالشجرة صفة الاستدامة الرسمية.
ويمثل هذا الإدراج أيضاً دعماً إضافياً لمسار التنمية المحلية في مناطق انتشار الشجرة حيث تعتمد آلاف الأسر على زراعة الأركان واستخراج زيته كمصدر دخل رئيسي.
وتُعد عملية استخراج الزيت من الثمار عملية دقيقة ومعقدة تعتمد على مهارات يدوية تقليدية تُمارس غالباً من طرف النساء في تعاونيات محلية تعتمد اقتصاد التضامن ، ويُستعمل الزيت في الطهي التقليدي كما يُستخدم في الصناعات التجميلية والطبية نظراً لغناه بمضادات الأكسدة وخصائصه العلاجية.
تبنّت الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك بالإجماع مبادرة مغربية جديدة عام 2021 تقضي بإقرار العاشر من مايو يوماً عالمياً لشجرة الأركان ، وجاء اختيار هذا التاريخ ليتزامن مع فترة نضج ثمار الشجرة في مناطق جنوب المغرب ، وحظيت هذه المبادرة بدعم 113 دولة عضو بالأمم المتحدة ما يعكس اعترافاً دولياً متزايداً بأهمية هذه الشجرة التي لا تنمو إلا في موطنها الأصلي بالمغرب على امتداد أكثر من 800 ألف هكتار ، ويُعد إدراج هذا اليوم العالمي فرصة لتعزيز الوعي الدولي بشأن أهمية الأركان في الأمن الغذائي والتنمية المستدامة ومكافحة التصحر وتغير المناخ.
تواصل المغرب تطوير استراتيجية متكاملة لصيانة شجرة الأركان وضمان ديمومتها من خلال مشاريع التشجير وإنشاء محميات طبيعية ومراكز بحث علمي متخصصة ، كما يشكل دعم التعاونيات النسائية أحد محاور هذه الاستراتيجية من أجل ضمان الاستفادة المباشرة للمجتمعات المحلية من العوائد الاقتصادية لهذا التراث البيئي ، ويبرز حضور الأركان أيضاً في المبادرات الدولية للمناخ والبيئة حيث يشارك المغرب في المنتديات العالمية مستنداً إلى هذا النموذج المحلي في الربط بين المعرفة التقليدية والتنمية البيئية.
المصدر: ويكيبيديا