يضم أرخبيل سقطرى اليمني مجموعة من الجزر التي تتميز بتنوع بيولوجي فريد وأنظمة بيئية لا مثيل لها في أي منطقة أخرى، ويُعد من أبرز المواقع التي حظيت بتقدير عالمي بعد إدراجه ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو عام 2008.
ويشكل هذا الأرخبيل بيئة طبيعية تزدهر فيها أنواع كثيرة من النباتات والحيوانات المستوطنة التي لا تعيش في أي مكان آخر في العالم ، وتحتوي سقطرى على نحو 37% من أنواع نباتاتها بشكل حصري مثل شجرة دم الأخوين وشجرة الخيار ووردة الصحراء وهي نماذج لنباتات مهددة بالانقراض في حال عدم اتخاذ إجراءات حماية فعالة ، كما تنتشر فيها الشعاب المرجانية على سواحلها وتتنوع فيها البيئات بين السهول والجبال والخلجان البحرية.
يمثل التنوع البيولوجي في سقطرى عامل جذب للباحثين في علوم البيئة والبيولوجيا حول العالم ، إذ تضم الأرخبيل أكثر من 100 نوع من الطيور و20 نوعًا من الزواحف و300 نوع من النباتات المستوطنة ما يجعلها واحدة من أهم الجزر على مستوى العالم في التنوع البيولوجي لكل كيلومتر مربع .
وتؤكد الدراسات العلمية أن هذا التنوع جاء نتيجة عزلة الأرخبيل عن اليابسة لآلاف السنين ، مما أتاح لنظامه البيئي أن ينمو بشكل مستقل دون تدخل خارجي مباشر.
إلى جانب الطبيعة، فإن لأرخبيل سقطرى بعدًا ثقافيًا واضحًا يظهر من خلال اللغة السقطرية التي يتحدث بها السكان المحليون ، وهي لغة سامية غير مكتوبة لا توجد في أي منطقة أخرى ، وتعكس الثقافة المحلية ممارسات اجتماعية تقليدية من بينها الطب الشعبي والألعاب المحلية والصناعات اليدوية مثل الفخار والغزل وصناعة القوارب الخشبية الصغيرة ، ويعتمد السكان في معيشتهم على الصيد البحري والزراعة البسيطة ورعي المواشي ، فيما لا تزال أنماط حياتهم محكومة بإيقاع الطبيعة والمواسم البيئية.
تضم سقطرى أيضًا عددًا من المواقع الأثرية والدينية القديمة التي تعود إلى فترات مختلفة من التاريخ اليمني ، ويعتقد الباحثون أن الجزيرة كانت محطة للتجار والمسافرين منذ قرون طويلة بسبب موقعها الجغرافي على طرق الملاحة بين آسيا وأفريقيا ، وتُظهر هذه المواقع نقوشًا حجرية ورسومات صخرية يمكن أن تكون شاهداً على التفاعل الحضاري في المنطقة.
تواجه سقطرى اليوم تحديات متزايدة في الحفاظ على تراثها الطبيعي والثقافي نتيجة التغيرات البيئية والتدخلات البشرية الحديثة مثل الرعي الجائر واستخدام الموارد بطريقة غير مستدامة ، وتسعى منظمات دولية ومحلية إلى تطوير إستراتيجيات تهدف إلى حماية الأرخبيل من التدهور مع دعم مشروعات السياحة البيئية والتنمية المستدامة.
يمثل أرخبيل سقطرى حالة استثنائية من التوازن بين الإنسان والبيئة ، ويحتاج إلى تكامل الجهود لضمان استمراره كموقع بيئي وثقافي نادر يخص العالم بأسره.
المصدر: ويكيبيديا