تُعد أبيدوس من أقدم المدن المصرية التي تقع غرب نهر النيل بالقرب من بلدة العرابة المدفونة، وهي واحدة من أهم المواقع الأثرية في البلاد، وتختزن بين جنباتها كنوزاً تاريخية وأسراراً حضارية، وتجسد رمزية دينية عميقة لدى المصريين القدماء.
لم تكن أبيدوس مجرد مدينة عادية، بل كانت مركزاً دينياً وحضارياً مهماً، واعتبرها الفراعنة موقعاً مقدساً، واعتقدوا أنها تضم ضريح الإله أوزوريس إله العالم الآخر، مما جعلها قبلة للحج الروحي، ورغب كثير من الفراعنة في أن تكون لهم مقابر فيها.
تضم المدينة العديد من المعابد الضخمة والمقابر الأثرية التي تروي قصصاً عن عظمة الفن المعماري، وتوضح عمق المعتقدات الدينية، وتعد هذه الآثار دليلاً حياً على مهارة القدماء، وتفكيرهم في الأبدية.
من أهم معالمها الأثرية معبد سيتي الأول الذي يشتهر بنقوشه البديعة، والتي توثق قائمة ملوك مصر، مما يجعله وثيقة تاريخية فريدة، ويُعتبر تحفة معمارية وفنية لا تُقدر بثمن، ويجذب آلاف الزوار سنوياً.
تضم المدينة أيضاً معبد رمسيس الثاني الذي يتميز بنقوشه التي تصور معركة قادش الشهيرة، بالإضافة إلى الأوزوريون الذي يُعتقد أنه مقبرة رمزية للإله أوزوريس، وهذه الآثار تُعبر عن عظمة حضارة الفراعنة، وتقدم للقارئ نظرة معمقة عن حياتهم ومعتقداتهم.
تم إدراج الموقع في القائمة الإرشادية المؤقتة لليونسكو تحت اسم “أبيدوس، مدينة حج الفراعنة”، ويؤكد هذا الإدراج على أهميتها الاستثنائية، وقيمتها الأثرية التي لا تُضاهى، ويُقدم الزائر فرصة فريدة للتأمل في تاريخ مصر القديم، واستكشاف أسرارها.
المصدر: إندبندنت عربية