الخميس 1447/02/20هـ (14-08-2025م)
الرئيسية » جولة في التراث » الكويت » مرئي » المعالم التاريخية » أبراج الكويت رمز حضاري وسياحي يجسد تاريخ النهضة المعاصرة للبلاد

أبراج الكويت رمز حضاري وسياحي يجسد تاريخ النهضة المعاصرة للبلاد

تُعد أبراج الكويت من أبرز المعالم السياحية والحضارية في دولة الكويت، إذ تقع على ساحل الخليج العربي في منطقة رأس عجوزة بالعاصمة الكويت، وتمثل رمزاً معمارياً يعكس ملامح النهضة المعاصرة للبلاد، ويعود تاريخ إنشائها إلى عام 1975، قبل أن يتم افتتاحها رسمياً في الأول من مارس عام 1979، ليصل ارتفاع البرج الرئيسي إلى 187 متراً، ويجعلها من أبرز نقاط الجذب السياحي في المنطقة، كما أدرجت الأبراج في القائمة الإرشادية المؤقتة لمنظمة اليونسكو تحت الاسم الرسمي “أبراج الكويت”.

بدأت فكرة إنشاء الأبراج عام 1963 في عهد الشيخ جابر الأحمد الصباح، بهدف بناء خزانات مياه ضخمة بديلة للخزانات الحديدية القديمة، إلا أن المشروع توقف خمس سنوات قبل أن يعود مجدداً في عام 1968، حيث أشرف مكتب ليندستورم الهندسي السويدي على التصميم الذي استوحى شكله من التراث البدوي القائم على المبخرة والمرش والمكحل، وتولت شركة “إنيرجي بروجيكت” اليوغوسلافية تنفيذ البناء، حتى خرجت الأبراج إلى النور عام 1979.

تتكون الأبراج من ثلاثة هياكل رئيسية، الأول هو البرج الرئيسي الذي يبلغ ارتفاعه 187 متراً، ويضم كرة كبرى مكسوة بأطباق صينية من الحديد المطلي بثمانية ألوان، لتتناغم مع زرقة البحر والسماء، أما البرج الأوسط فيبلغ ارتفاعه 147 متراً ويعمل على تخزين المياه، في حين يأتي البرج الأصغر بارتفاع 113 متراً دون وجود كرات، وهو مخصص للتحكم في توزيع الكهرباء للمنطقة المحيطة وإنارة البرجين الآخرين من خلال نحو 100 كشاف قوي الإضاءة.

تعرضت الأبراج خلال الغزو العراقي للكويت عام 1990 لعمليات تخريب واسعة بلغت نسبتها نحو 70%، شملت تدمير الأجهزة الفنية وإحراق بعض الطوابق وكسر الزجاج وقطع كابلات الكهرباء، إلا أن شركة المشروعات السياحية شكلت لجنة لتقييم الأضرار وإعادة تأهيل الموقع، حتى تم افتتاحه مجدداً في 26 ديسمبر عام 1992، ليستعيد مكانته كرمز حضاري وسياحي بارز.

تظل أبراج الكويت شاهداً على مزيج من الحداثة والتراث في العمارة الخليجية، ومقصداً لزوار الكويت من داخل البلاد وخارجها، لما توفره من إطلالات بانورامية على العاصمة ومياه الخليج، فضلاً عن قيمتها التاريخية التي جعلتها واحدة من أيقونات العمارة الحديثة في المنطقة.

المصدر: ويكيبيديا

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار