الجمعة 1447/03/13هـ (05-09-2025م)
الرئيسية » جولة في التراث » مصر » مرئي » الآثار » آثار ممفيس ومقابرها تجسد عظمة مصر من الجيزة إلى دهشور

آثار ممفيس ومقابرها تجسد عظمة مصر من الجيزة إلى دهشور

يُجسد موقع ممفيس ومقبرتها الممتد من الجيزة إلى دهشور نموذجاً نادراً لتراث إنساني موغل في التاريخ ، ويضم هذا الامتداد الأثري العاصمة المصرية القديمة ممفيس إلى جانب أهرامات ومقابر تشهد على عصور متعاقبة من الإبداع المعماري والديني ، ويمثل الموقع اليوم أحد أبرز مواقع التراث العالمي التي أدرجتها منظمة اليونسكو منذ عام 1979 تقديراً لأهميته التاريخية الفريدة.

احتضنت مدينة ممفيس أول عاصمة موحدة لمصر بعد قيام الدولة القديمة ، وشكلت مركزاً دينياً وإدارياً استراتيجياً تميزت ببنيتها المعمارية وتخطيطها الحضري المتقدم ، وتضم المدينة أطلال معابد مخصصة للإله بتاح الذي كانت تُقدس عبادته في مصر القديمة ، كما ساهم اسم معبده “حوت كا بتاح” في تشكيل التسمية الغربية لمصر والتي تطورت لاحقاً إلى “Egypt”.

امتد التأثير الحضاري لممفيس إلى محيطها عبر شبكة من المقابر والمعابد الجنائزية التي تتابعت من الجيزة إلى دهشور ، وشهدت هذه المنطقة بناء أهرامات خالدة في مقدمتها هرم خوفو الذي يعد الأضخم والأكثر شهرة بين عجائب الدنيا السبع ، إلى جانب هرمي خفرع ومنقرع ومجموعة من المصاطب الملكية والنقوش الدينية التي تشكل مرجعاً أصيلاً لفهم ممارسات الدفن والعقائد المرتبطة بالحياة الآخرة في مصر القديمة.

برزت منطقة سقارة بصفة خاصة كموقع استثنائي من حيث التنوع المعماري والزمني ، حيث بُني فيها هرم زوسر المدرج أقدم هرم حجري في العالم ، وتوالت في المنطقة أجيال من المقابر التي حافظت على دقة النحت وثراء النقوش ، كما تضم دهشور نماذج معمارية نادرة مثل الهرم المنحني والهرم الأحمر اللذَين يعكسان تطور تقنيات البناء في العصور الملكية المبكرة.

عكست هذه المنطقة مجتمعة مدى التقدم في الهندسة والتنظيم الديني في مصر الفرعونية ، وشهدت انتقال فن العمارة من النماذج التجريبية إلى صيغتها الناضجة التي ألهمت الحضارات الأخرى ، كما مثلت شاهداً على مكانة ممفيس كمركز سياسي وديني واقتصادي استمر تأثيره لقرون طويلة.

قدّمت هذه المواقع وما احتوته من مخلفات أثرية وأدلة مادية فرصة فريدة لدراسة الدين والدولة والفنون في مصر القديمة ، وأكد إدراجها ضمن قائمة التراث العالمي الحاجة المستمرة للحفاظ على هذا الامتداد الحضاري الذي لا يزال يثير فضول الباحثين والزوار من مختلف أنحاء العالم.

المصدر: اليونسكو

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار