الأحد 1447/05/11هـ (02-11-2025م)
الرئيسية » جولة في التراث » المملكة العربية السعودية » مرئي » الآثار » آبار حما التاريخية.. لوحة فنية صخرية تحكي تاريخ 7 آلاف سنة من الحضارة في نجران

آبار حما التاريخية.. لوحة فنية صخرية تحكي تاريخ 7 آلاف سنة من الحضارة في نجران

تُعدّ بئر حمى، أو آبار حما التاريخية، من أبرز المواقع الأثرية في المملكة العربية السعودية، حيث تقع في شمال منطقة نجران، وتُشكّل متحفًا مفتوحًا، يضمّ مجموعة فريدة من الرسوم والنقوش الصخرية، التي يعود تاريخها إلى مراحل حضارية مختلفة، تمتدّ لأكثر من سبعة آلاف سنة مضت، مما يجعلها كنزًا أثريًا، وشاهدًا على تطور الحضارة الإنسانية.

تتميز المنطقة بوجود آبار مياه قديمة، كانت تُستخدم كمحطة استراحة للقوافل التجارية، والمسافرين، والحجاج، الذين كانوا يمرون بالمنطقة، وهذا يؤكد على الأهمية الاستراتيجية لـ بئر حمى في العصور القديمة، ودورها كنقطة اتصال بين الحضارات المختلفة، وملاذًا للمسافرين، وقد قاموا بترك بصماتهم على الصخور المحيطة بالآبار، مما يُشكّل سجلًا تاريخيًا حافلًا.

تُظهر الرسوم والنقوش الصخرية في بئر حمى تفاصيل الحياة اليومية للإنسان القديم، فبعضها يصور الحيوانات البرية، مثل الأبقار، والجمال، والوعول، وبعضها الآخر يصور الأنشطة البشرية، مثل الصيد، والقتال، والاحتفالات، كما توجد نقوش كتابية، تعود إلى فترات زمنية مختلفة، وتُعتبر مصدرًا ثمينًا لدراسة اللغات، والخطوط القديمة.

مركز التراث العالمي -

يُعدّ الموقع دليلًا على التطور الفني، والتقني، لسكان المنطقة في العصور القديمة، فدقة الرسوم، وتنوعها، تُظهر مهارة الإنسان القديم في التعامل مع الصخور، وتحويلها إلى لوحات فنية، وهذا يُؤكّد على وجود حضارة متقدمة، لم تُعرف عنها الكثير من التفاصيل، مما يفتح الباب أمام المزيد من الأبحاث، والاستكشافات.

بفضل أهميتها التاريخية، والفنية، تمّ إدراج بئر حمى في قائمة اليونسكو للتراث العالمي في عام 2021، تحت الاسم الرسمي “منطقة حمى الثقافية”، وهذا الاعتراف الدولي يُؤكد على القيمة الاستثنائية للموقع، وضرورة الحفاظ عليه، وصيانته، ليبقى رمزًا للتاريخ، والتراث السعودي الغني.

إنّ زيارة بئر حمى تُقدّم فرصة فريدة للزائرين، لاستكشاف تاريخ المنطقة، والتأمل في جمال الفن الصخري، واستشعار عظمة الحضارة التي كانت قائمة في هذا المكان، فالموقع ليس مجرد حفريات، بل هو نافذة على الماضي، تُمكننا من فهم كيف عاش أجدادنا، وكيف تركوا بصماتهم على وجه الأرض، وهذا يجعل الحفاظ عليها مسؤولية مشتركة بين الأفراد، والمؤسسات، والحكومة.

المصدر: اليونسكو

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار