أسس مولاي إدريس الأكبر المدينة على سفوح جبل زرهون، في عام 789، لتصبح أول عاصمة إسلامية في شمال المغرب، وقد اختير الموقع لاستراتيجيته بين السهول الخضراء وأشجار الزيتون، مما جعل المدينة مركزًا سياسيًا ودينيًا للدولة الإدريسية، ومركز جذب للمسلمين والتجار والزوار من مختلف مناطق المغرب وخارجه.
أدرجت اليونسكو مولاي إدريس زرهون ضمن قائمتها الإرشادية المؤقتة، تقديرًا لقيمتها الثقافية والدينية، ويضم الموقع ضريح مولاي إدريس الأكبر الذي يعتبر معلمًا دينيًا مهمًا، إضافة إلى مسجد وأسواق تقليدية وأزقة ضيقة وأبواب مزخرفة، تعكس تنوع المعمار المغربي القديم، ويظهر التراث الثقافي في الحرف اليدوية والفلكلور المحلي، مما يبرز أهمية المدينة في التاريخ الإسلامي بالمغرب.
تجذب المدينة الباحثين والزوار المهتمين بالتراث المغربي والتاريخ الإسلامي، ويعمل الخبراء على توثيق الموقع وحماية آثار الضريح والمسجد، وسط تحديات عدة تشمل التعرية الجبلية وتأثيرات المناخ، كما أجريت أعمال ترميم لحفظ المعالم الدينية والتاريخية، ويبرز الضريح كرمز روحي يعكس مكانة المدينة كوجهة دينية عالمية، ويظهر التفاعل بين التاريخ والسياسة والدين في المنطقة.
تساهم المدينة في تعزيز الهوية المغربية، من خلال إبراز التراث الإسلامي والأمازيغي، كما تمثل الأسواق الضيقة والأزقة المحيطة أسلوب الحياة التقليدي لسكانها عبر العصور، وتبرز أشجار الزيتون المحيطة بالمكان الطابع الطبيعي للمدينة، إلى جانب دورها الاقتصادي في دعم المجتمع المحلي، ويظهر التراث المعماري والمادي كحافظة للتاريخ، بينما تتواصل الدراسات الأثرية للكشف عن المزيد من العناصر التي توثق حياة المدينة عبر القرون.
تسعى السلطات المغربية لإدراج مولاي إدريس زرهون ضمن قائمة التراث العالمي، بهدف تعزيز مكانتها السياحية والثقافية، وجذب الزوار من داخل المغرب وخارجه، كما يطالب الخبراء بدعم دولي لمشاريع الترميم والتوثيق، لضمان استدامة المدينة كوجهة تراثية عالمية، ويظل الموقع رمزًا يجمع بين التاريخ والروحانية، ويعكس إرث الدولة الإدريسية وأهمية المدينة كمركز حضاري وروحي عبر العصور، ويحمل قصصًا تاريخية تمثل مسار المغرب القديم.
المصدر: ويكيبيديا
