الخميس 1447/02/13هـ (07-08-2025م)
الرئيسية » جولة في التراث » الجزائر » مرئي » الآثار » موقع خميسة الأثري يكشف بقايا العمارة الرومانية والبيزنطية في الجزائر

موقع خميسة الأثري يكشف بقايا العمارة الرومانية والبيزنطية في الجزائر

تأسست مدينة خميسة في بداية القرن الثاني الميلادي على يد الإمبراطور الروماني تراجان، وشكلت منذ ذلك الوقت مركزًا عمرانيًا مهمًا في شمال شرق الجزائر، حيث اختير موقعها ضمن إقليم سوق أهراس لموقعه الجغرافي الاستراتيجي الذي يربط المناطق الساحلية بالداخل.

احتضنت خميسة خلال الحقبة الرومانية منشآت مدنية وعسكرية ودينية، حيث شُيدت المعابد والساحات والحمامات العامة، إلى جانب شبكة طرق مبلطة ساعدت على تنظيم الحركة داخل المدينة، كما عرفت انتظامًا إداريًا صارمًا يعكس الأسلوب الروماني في التخطيط الحضري للمدن الجديدة.

شهدت المدينة بعد تراجع النفوذ الروماني دخول المرحلة البيزنطية، التي أعادت توظيف أغلب المباني الرومانية مع إضافة عناصر دفاعية جديدة، حيث بُنيت الحصون وزُوّدت المدينة بجدران دفاعية تعكس طبيعة الصراعات السياسية التي كانت تشهدها المنطقة خلال تلك الفترة.

الموقع الأثري خميسة | Cartes Patrimoine Culturel Algérien

يشكّل موقع خميسة نموذجًا عمرانيًا فريدًا لما كان عليه التنظيم الحضري في العهدين الروماني والبيزنطي، وما تزال أطلال المعابد والمسارح والأقواس الرخامية تقف شاهدة على ازدهار المدينة، كما تكشف النقوش والرموز المحفورة في الحجارة عن جوانب من الحياة الدينية والاقتصادية لسكان المنطقة في تلك العصور.

اكتسبت خميسة أهميتها الحديثة بفضل إدراجها ضمن القائمة الإرشادية المؤقتة لليونسكو، كجزء من مواقع أماكن وطرق أغسطينوس في المغرب الأوسط، نظرًا لصلتها بالتنقلات التي قام بها أوغسطينوس أثناء تنقله بين مدن الجزائر القديمة، وارتباطها بالمراكز الفكرية والدينية في تلك المرحلة.

تعاني بقايا خميسة اليوم من التآكل والتعرض للعوامل المناخية، ما دفع الجهات المختصة إلى إطلاق خطط لترميم الأبنية المتضررة، وتأمين المناطق المفتوحة، والعمل على تسهيل الزيارات الميدانية للموقع بهدف تحويله إلى نقطة جذب ثقافي وسياحي داخل ولاية سوق أهراس.

يمثل الموقع فرصة تعليمية للباحثين في مجالات التاريخ والآثار، إذ يوفر معطيات ميدانية حول تقنيات البناء القديمة، وتوزيع الفضاءات العامة، وتطور العمارة الدفاعية بين العصرين الروماني والبيزنطي، وهو ما يجعله مرجعًا حيًا لفهم التحولات التاريخية والعمرانية في شمال إفريقيا.

المصدر: ويكيبيديا

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار