يقع معرض رشيد كرامي الدولي في مدينة طرابلس بشمال لبنان، وهو مجمع معماري ضخم صممه المهندس المعماري البرازيلي الشهير أوسكار نيماير في عام 1962، ويُعتبر المعرض نموذجًا فريدًا للاتجاهات المعمارية الحديثة في القرن العشرين، حيث يمزج بين الأشكال الهندسية الانسيابية والمساحات المفتوحة، مما يجعله تحفة فنية تستحق الاهتمام.
بدأ العمل في بناء المعرض عام 1967، وتواصلت أعمال البناء لعدة سنوات، حيث كان من المفترض أن يكون مركزًا ثقافيًا وتجاريًا حيويًا، يُسهم في تعزيز مكانة طرابلس كمدينة اقتصادية وثقافية، إلا أن اندلاع الحرب الأهلية في لبنان عام 1975 تسبب في توقف المشروع، وبقي المعرض على حاله، كشاهد صامت على أحلام لم تكتمل.
يُظهر المعرض براعة نيماير في استخدام الخرسانة المسلحة، وإبداعه في خلق أشكال معمارية فريدة، فالمباني والمنشآت داخل المجمع، مثل القوس الكبير والمسرح المكشوف، تعكس فلسفة المهندس المعماري التي ترتكز على الجمال والبساطة، وانسجام المبنى مع محيطه الطبيعي.
على الرغم من عدم اكتمال المشروع، لم يفقد المعرض قيمته التاريخية والفنية، بل اكتسب أهمية إضافية كرمز للتراث المعماري اللبناني والعالمي، وهذا ما دفع منظمة اليونسكو إلى إدراجه ضمن مواقع التراث العالمي، تحت الاسم الرسمي “معرض رشيد كرامي الدولي – طرابلس”، مما يجعله نقطة جذب هامة للباحثين، والمهتمين بالعمارة الحديثة.
إنّ المعرض، بمساحته الشاسعة وتصميمه المبتكر، يُقدّم فرصة فريدة لتصور ما كان يمكن أن يكون عليه المشروع لو اكتمل، فهو لا يمثّل مجرد مجموعة من المباني، بل يجسّد قصة مدينة طرابلس التي عانت من ويلات الحرب، وظلّت تأمل في تحقيق مستقبل مشرق.
المصدر: ويكيبيديا
