تزخر جبيل بالمواقع الأثرية، وأبرزها معبد بعلة الذي يعود إلى العصر البرونزي حوالي 2800 قبل الميلاد، شهد المعبد مرحلة تأسيسية في فترة العموريين، كرس لعبادة آلهة جبيل المعروفة باسم “بعلة جبيل”، واستمرت أهميته الروحية عبر العصور، ليصبح رمزاً للتراث الإنساني، ويجسد حضارة قديمة تشكل جزءاً من التاريخ اللبناني الغني.
استمرت طقوس العبادة في المعبد حتى الفترة الرومانية، وتضم المنطقة آثاراً رومانية بارزة، أبرزها المسرح الروماني المشيد عام 218 م، شهد الموقع اهتماماً دولياً واسعاً وأدرجته اليونسكو ضمن قائمة التراث العالمي عام 1984، ويعكس المعبد تتابع الحضارات التي مرت بجبيل، كما يجذب آلاف الزوار سنوياً لتجربة ثقافية وتاريخية متكاملة، ويساهم في تعزيز السياحة الثقافية في لبنان.
يتميز المعبد بموقعه الاستراتيجي على ساحل البحر الأبيض المتوسط، ويقدم منظرًا طبيعيًا وتاريخيًا متكاملاً، تكشف الحفريات عن تفاصيل معمارية دقيقة، وتبرز مهارة العموريين في البناء من خلال الأعمدة والجدران المزخرفة بتصاميم معقدة، يحتفظ الموقع بسحره عبر آلاف السنين، ويروي قصص شعوب عاشت وازدهرت في المنطقة، ويعزز الوعي بأهمية حماية التراث.
تشكل جبيل بما فيها معبد بعلة جزءاً لا يتجزأ من التراث العالمي، ويستقطب الباحثين وعشاق التاريخ، كما يوفر فرصة لاستكشاف تاريخ لبنان العميق، ويبرز تأثير العموريين والرومان، ويعكس تنوع الثقافات في المنطقة، يبقى المعبد شاهداً على الإرث الحضاري لجبيل، ويحث الزوار على التأمل في عظمة الماضي والحفاظ على هذا الكنز للأجيال القادمة.
تستمر جبيل في جذب الزوار من مختلف أنحاء العالم، ويساهم معبد بعلة في تعزيز الهوية الثقافية اللبنانية، ويبرز أهمية التراث في ربط الماضي بالحاضر، ويشكل دعوة مفتوحة لاستكشاف التاريخ، ويعزز الوعي بقيمة الحفاظ على الإرث الحضاري، ويظل المعبد رمزاً للصمود والاستمرارية ومصدر فخر للمجتمع المحلي والسياحة العالمية.
المصدر: اليونسكو