الجمعة 1447/03/13هـ (05-09-2025م)
الرئيسية » جولة في التراث » مصر » مرئي » المعالم التاريخية » مصر منبع العلوم التي نهلت منها اليونان

مصر منبع العلوم التي نهلت منها اليونان

 

أثبتت الشواهد التاريخية أن التأثير المصري في العلوم اليونانية لم يكن محدودًا أو جزئيًا، بل كان جذريًا وشاملًا، إذ يعود أصل العديد من المعارف التي أسست الحضارة الغربية إلى مصر القديمة، حيث تلقى المفكرون اليونانيون تعليمهم في معابدها وتعلموا على أيدي كهنة مصريين، وهو ما أقرّ به كبار الفلاسفة والمؤرخين اليونانيين أنفسهم في كتاباتهم التي لا تزال مرجعًا حتى اليوم.

أكّد المؤرخ اليوناني هيرودوت في كتاباته أن المدن الإغريقية ليست سوى امتداد حضاري لمدن مصرية قديمة، وقد أدرك أهمية هذا الإرث حين زار مصر واطلع على علومها ومعابدها ومناهجها في التفكير، وقال بوضوح إن أصل التقدم العلمي والمعرفي عند الإغريق هو مصر.

كما أشار الفيلسوف أفلاطون في كتابه “القوانين” إلى أن كل ما عرفه اليونانيون من علم وفلسفة جاء من مصر، مؤكدًا أن المعرفة هناك لم تكن وليدة التجربة اليونانية، بل ثمرة لما تعلموه في المدارس والمعابد المصرية.

تُعد رحلة طاليس، الذي يُعتبر أبا الفلسفة اليونانية، إلى مصر محطة محورية في هذا السياق، حيث اكتسب معارفه الأولى في الفلك والهندسة على يد الكهنة المصريين.

كما مكث أفلاطون فترة طويلة في مصر واستفاد من التعاليم الدينية والفكرية التي كانت تُدرّس في المعابد، فيما تلقى سولون، مؤسس القانون اليوناني، دروسًا في نظم الحكم والتشريع من كهنة مصر، واعترف لاحقًا بأن كثيرًا من نظرياته القانونية استندت إلى ما تعلّمه هناك.

أما فيثاغورث الذي تُنسب إليه النظريات الرياضية، فقد زار مصر وتعلّم فيها أصول الرياضيات، وكان لتجربته تلك تأثير واضح في ما قدّمه لاحقًا من إسهامات علمية.

لم تكن مصر مركزًا للتعليم فقط، بل كانت صاحبة منظومة فكرية متكاملة تقوم على الربط بين العلم والدين والعدالة، وقد مثّلت معابدها مراكز بحث ومعرفة احتضنت علماء من شتى أنحاء العالم، ما جعلها قبلة للراغبين في اكتساب العلوم في مجالات متنوعة كالفلك والرياضيات والطب والتشريع، وهذا ما يؤكده استمرار تأثيرها لقرون طويلة بعد انتهاء حكم الفراعنة.

المصدر: اليوم السابع

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار