الأربعاء 1447/04/16هـ (08-10-2025م)
الرئيسية » جولة في التراث » مصر » مرئي » المعالم التاريخية » مسجد الإمام الحسين بالقاهرة شاهد حي على تحولات الفكر الإسلامي خلال العصور المختلفة

مسجد الإمام الحسين بالقاهرة شاهد حي على تحولات الفكر الإسلامي خلال العصور المختلفة

يقع مسجد الإمام الحسين في قلب القاهرة بالقرب من خان الخليلي، ويُعد أحد أبرز المعالم الدينية التي تنتمي للعصر الفاطمي، حيث بدأ إنشاؤه في عام 1154 ميلادية، خلال فترة شهدت توسعاً عمرانياً ودينياً من قبل الدولة الفاطمية في مصر، بهدف ترسيخ الهوية الشيعية في العاصمة الجديدة.

مسجد الإمام الحسين (القاهرة) - ويكيبيديا

يرتبط المسجد بمكانة خاصة لدى عدد كبير من المصريين، إذ يعتقد البعض أن رأس الإمام الحسين بن علي مدفونة داخله، ما منحه طابعاً روحياً استثنائياً، وجعله وجهة دينية يومية للزوار المحليين والوافدين، وشكلت هذه المعتقدات أساساً لارتباط المسجد بمناسبات دينية كبرى في الوجدان الشعبي المصري.

شهد المسجد عمليات ترميم متعددة على مدار قرون، أبرزها ما تم خلال العهد العثماني ثم في عصر محمد علي، وجرت خلال هذه الفترات إضافة عناصر معمارية جديدة شملت الأبواب الرخامية، والنوافذ ذات الزجاج الملون، والمآذن ذات التصميم العثماني، وهو ما منح المسجد مزيجاً عمرانياً فريداً بين الفاطمي والحديث.

يتميز موقع المسجد بقربه من مواقع تجارية وسياحية كبرى، مثل الأزهر الشريف وخان الخليلي، ما جعله نقطة التقاء بين البعدين الديني والاجتماعي في قلب القاهرة، وتحول المسجد إلى معلم ثابت في مسارات الزوار المسلمين من مختلف الدول، خاصة في المناسبات الدينية الكبرى.

جرى تسجيل المسجد ضمن قائمة التراث العالمي التابعة لليونسكو في عام 1979، باعتباره عنصراً من عناصر القاهرة الإسلامية، وهي المنطقة التي تضم عدداً من أقدم وأهم المنشآت الدينية والمدنية في العاصمة المصرية، وتعكس عمق التاريخ الإسلامي في المدينة على مدى قرون متواصلة.

ترميم وتطوير مسجد الحسين | المقاولون العرب

يحافظ المسجد حتى الآن على طابعه المهيب وبنيته الفاطمية الأصلية، رغم التغيرات المعمارية، ويستمر في أداء دوره الديني من خلال إقامة الصلوات والاحتفالات الدينية، كما يمثل وجهة متكررة للبعثات الدراسية والبحثية التي توثق تاريخ الفنون الإسلامية في مصر.

يرتبط المسجد كذلك بتاريخ الفقه الشيعي في القاهرة، ويعتبر شاهداً على تحولات الفكر الإسلامي خلال العصور المختلفة، وهو ما يمنحه بعداً معرفياً إلى جانب وظيفته الدينية، كما يجري إدراجه بانتظام ضمن خطط وزارة السياحة والآثار المصرية في ملفات الترويج للتراث الإسلامي.

المصدر: ويكيبيديا

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار