اكتسبت مدينة صعدة التاريخية أهمية بارزة بفضل موقعها التاريخي وعراقتها، وتقع في شمال غرب اليمن، وتُعد من أقدم مدن القرون الوسطى في البلاد، وتحتوي على معالم أثرية عديدة تعكس إرثها الثقافي والديني.
تضم المدينة جامع الهادي الذي شُيّد عام 897 ميلادية، وسُمي باسم الإمام يحيى بن الحسين مؤسس الدولة الزيدية، ويُعتبر من أبرز المعالم الدينية والتاريخية في صعدة، ما يبرز قيمة المدينة الدينية والتاريخية معاً.
أدرجت منظمة اليونسكو مدينة صعدة القديمة ضمن القائمة التمهيدية لمواقع التراث العالمي، إلى جانب 25 موقعاً يمنياً آخر، في محاولة لحماية هذا التراث الفريد وتعزيز الوعي العالمي بقيمته التاريخية والثقافية، وهو ما يضع المدينة في مصاف الأماكن المهمة التي تستحق الحفظ والصون.
تمثل قلعة الحصن، الواقعة في مديرية ساقين على بعد 55 كيلومتراً غرب صعدة، من المعالم التاريخية الرئيسية في المحافظة، وهي قلعة ضخمة تحيط بها حصون وأبنية متعددة، استخدمت عبر التاريخ لأغراض دفاعية وتجارية، إذ كان سوق القلعة مركزاً لتبادل البضائع بين السكان المحليين، ما جعلها مركزاً حيوياً في الحياة الاقتصادية والاجتماعية للمنطقة.
شهدت قلعة الحصن حروباً ونزاعات خلال العهد الإسلامي، خاصة بين سكان الحصن وقوات الإمام الهادي، وتمثل هذه الصراعات جزءاً مهماً من التاريخ المحلي، إذ لا يزال يُحتفل بذكرى شهداء الهادي في مشاهد وفعاليات تستذكر بطولاتهم، مما يربط بين الماضي والحاضر ويعزز الهوية الثقافية للسكان.
تضم اليمن عدة مواقع مدرجة في القائمة التمهيدية لمنظمة اليونسكو، إلى جانب مدينة صعدة، ومنها مدينة صنعاء القديمة، وزبيد، وأرخبيل سقطرى، مما يعكس التنوع الثقافي والجغرافي الغني لليمن، ويعزز فرص السياحة الثقافية والتراثية، مع الحاجة الملحة إلى حماية هذه المواقع في ظل التحديات الأمنية والاقتصادية التي تواجه البلاد.
تواجه مدينة صعدة التاريخية تحديات كبيرة في ظل الأوضاع السياسية والأمنية في اليمن، ما يؤثر سلباً على جهود الحفاظ على تراثها، كما أن قلة الموارد تضعف برامج الترميم والصيانة، مما يزيد من خطر تدهور المعالم التاريخية، وهو ما يستدعي تكاتف الجهود الدولية والمحلية للحفاظ على هذا الإرث الثقافي الهام.
يظل إدراج صعدة ضمن قائمة اليونسكو التمهيدية فرصة لتعزيز الحماية والترويج السياحي، ما قد يسهم في تحسين الظروف الاقتصادية للمدينة عبر دعم السياحة الثقافية، كما يفتح المجال لبرامج تعاون دولية تمول مشاريع الصيانة والتوثيق، وتوفر تدريباً للكوادر المحلية في مجال الحفاظ على التراث.
المصدر: اليونسكو