الثلاثاء 1447/03/17هـ (09-09-2025م)
الرئيسية » جولة في التراث » جيبوتي » مرئي » المعالم التاريخية » مدينة جيبوتي.. قلب تاريخي نابض على خليج تاجورة

مدينة جيبوتي.. قلب تاريخي نابض على خليج تاجورة

أسس الفرنسيون مدينة جيبوتي عام 1888 كعاصمة سياسية واقتصادية على ضفاف خليج تاجورة، وقد شكّلت المدينة مركزًا حضريًا نابضًا بالتاريخ والثقافة، مع تطور سريع في التجارة والمواصلات بين البحر الأحمر والقرن الأفريقي، ما منحها أهمية استراتيجية كبيرة في المنطقة، وامتدت تأثيراتها إلى مختلف المجالات الاجتماعية والثقافية.

برز مسجد الحمودي، المبني عام 1906، كأحد أبرز معالم المدينة التاريخية والدينية، وقد خضع لأعمال ترميم دقيقة للحفاظ على هيكله وإبراز أهميته، بينما تتميز المباني الأخرى بالطراز المعماري الاستعماري الذي جمع بين التأثيرات الفرنسية المحلية، واللمسات العربية والأفريقية، ما يعكس تنوعًا ثقافيًا وحضاريًا فريدًا، ويمنح المدينة طابعًا مميزًا في المشهد الحضري.

أدرجت اليونسكو المدينة ضمن قائمتها الإرشادية المؤقتة تحت اسم المشهد الحضري التاريخي، تقديرًا لقيمتها الثقافية والمعمارية، وتسعى السلطات الجيبوتية لإدراجها رسميًا في قائمة التراث العالمي، لتعزيز مكانتها، وقد أجريت دراسات مستفيضة لتوثيق تاريخ المدينة ومبانيها، مع مواجهة التحديات التي تسببها الرطوبة الساحلية والمناخ القاسي على الهياكل القديمة.

مسجد الحمودي.. رمز التراث الثقافي الإسلامي في جيبوتي | مساجد ومنابر | اتحاد العالم الإسلامي

كانت مدينة جيبوتي مركزًا تجاريًا حيويًا يربط بين البحر الأحمر وأفريقيا الشرقية، وقد ساهم الميناء الاستراتيجي في تنمية التجارة والملاحة، بينما ساعد تنوع السكان على خلق مزيج ثقافي غني، جمع بين العناصر العربية والأفريقية والأوروبية، وتوضح الدراسات أن المدينة لعبت دورًا محوريًا في نقل المعرفة والثقافة، فضلاً عن كونها مركزًا دينيًا هامًا في المنطقة.

تسعى السلطات الجيبوتية إلى تطوير الموقع سياحيًا لاستقطاب الزوار من داخل وخارج البلاد، مع التركيز على الحفاظ على الهوية الحضارية للمدينة، بينما يدعو الخبراء إلى دعم دولي لضمان استدامة جهود الترميم والتوثيق، بما يحافظ على المباني التاريخية ويبرز تراث المدينة أمام الأجيال القادمة، ويؤكد على مكانتها كرمز حضري يجمع بين التراث والحداثة.

تساهم مدينة جيبوتي في إبراز الهوية الثقافية لجمهورية جيبوتي كمركز حضاري متنوع، وتتيح للباحثين والزوار دراسة التاريخ الاستعماري والتراث الإسلامي، وتوضح العمارة الاستعمارية دور الفرنسيين في تشكيل المشهد الحضري، بينما يظل مسجد الحمودي شاهدًا حيًا على الدور الديني والثقافي للمدينة، وتستمر الجهود للحفاظ على توازن بين التراث والحداثة في قلب خليج تاجورة.

المصدر: ويكيبيديا

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار