تمثل مدينة الطور عاصمة محافظة جنوب سيناء واحدة من أبرز المدن التي تجمع بين المقومات السياحية والتراثية في مصر، إذ تحمل بين طياتها تاريخًا ممتدًا عبر عصور متعددة تركت آثارها الواضحة في معالمها، وتعتبر المدينة مقصدًا مهمًا للزوار نظرًا لما تضمه من مواقع دينية وأثرية متنوعة، إلى جانب مكانتها المميزة كمركز إداري وإقليمي في سيناء.
وتضم الطور العديد من المعالم التاريخية التي تعكس ثراءها الثقافي، حيث يوجد دير الطور القديم المعروف بدير رايثو الذي يمثل أحد أبرز المواقع المسيحية القديمة في المنطقة، كما تحتضن المدينة حمام موسى الذي ارتبط بالتراث الديني والشعبي، إلى جانب عدد من الآثار الإسلامية والبيزنطية التي تشهد على التنوع الحضاري الذي ميزها عبر العصور، بينما أضيفت بعض المعالم الحديثة التي تعكس مراحل تطور المدينة في العصر الحديث.
ويعكس هذا التنوع الأثري والديني مكانة الطور كأحد المراكز المهمة في جنوب سيناء، إذ ظلت المدينة نقطة تواصل بين البحر والبر بفضل موقعها الجغرافي المميز المطل على خليج السويس، مما جعلها محطة بارزة في تاريخ سيناء السياسي والتجاري والديني، كما ساعدت طبيعتها المتنوعة بين البحر والجبال على تعزيز قيمتها السياحية والثقافية.
وقد حظيت الطور باهتمام متزايد خلال السنوات الأخيرة، حيث تم إدراج موقع دير رايثو ضمن القائمة الإرشادية المؤقتة لليونسكو، وهو ما يعكس إدراك المؤسسات الدولية لقيمتها الاستثنائية كجزء من التراث الإنساني المشترك، كما يمثل خطوة مهمة نحو إدماجها في قائمة التراث العالمي مستقبلاً، بما يفتح آفاقًا جديدة لتعزيز مكانتها على الصعيدين المحلي والدولي.
ويؤكد خبراء الآثار أن الطور تمثل مرجعًا مهمًا لدراسة التداخل بين الحضارات المختلفة في سيناء، إذ تكشف معالمها عن فترات تاريخية متعاقبة امتزجت فيها الثقافات البيزنطية والإسلامية والمسيحية، بينما تعكس آثارها الحديثة التطورات العمرانية التي شهدتها مصر خلال القرون الأخيرة، وهو ما يمنحها خصوصية فريدة ويجعلها جديرة بالحماية والتوثيق.
كما تبرز الطور كوجهة سياحية تستقطب الزوار الباحثين عن مزيج يجمع بين السياحة الدينية والثقافية والبيئية، إذ يتيح موقعها القريب من البحر الاستمتاع بجمال الطبيعة، إلى جانب زيارة المواقع الأثرية والدينية التي تمنح تجربة متكاملة للزائر، فيما تعمل الدولة على تطوير البنية التحتية والخدمات السياحية في المدينة لدعم هذا الدور وتعزيز قدرتها على استيعاب الأعداد المتزايدة من السياح.
وتواصل مدينة الطور لعب دورها كمركز حيوي في جنوب سيناء يجمع بين التاريخ العريق والمقومات السياحية الحديثة، بينما يشكل إدراجها على قائمة التراث المؤقتة خطوة تعزز حضورها على خريطة السياحة العالمية، وتؤكد قيمتها كأحد أبرز مواقع التراث المصري التي تستحق الحفاظ والدعم لتبقى شاهدة على عراقة التاريخ وتنوع الحضارات.
المصدر: مصراوي