الأحد 1447/03/01هـ (24-08-2025م)
الرئيسية » جولة في التراث » فلسطين » مرئي » المعالم التاريخية » كنيسة المهد وطريق الحجاج إرث ديني عالمي حي في فلسطين

كنيسة المهد وطريق الحجاج إرث ديني عالمي حي في فلسطين

تُجسد كنيسة المهد وطريق الحجاج في بيت لحم مزيجًا متفردًا من التاريخ والدين والتراث الثقافي، حيث تمثل الكنيسة أحد أقدس المواقع المسيحية في العالم، وتقع على بعد نحو عشرة كيلومترات جنوب مدينة القدس.

وتستقطب الكنيسة الملايين من الزوار والحجاج سنويًا نظرًا لاعتقاد واسع بأنها بُنيت فوق المغارة التي وُلد فيها السيد المسيح، ويعود تاريخ هذا الموقع إلى أكثر من 1600 عام، ما يجعله من أقدم الكنائس في فلسطين والعالم.

تأسست الكنيسة في القرن الرابع الميلادي خلال عهد الإمبراطور الروماني قسطنطين، وقد بُنيت آنذاك كنيسة ضخمة فوق المغارة، ثم أعيد بناؤها في القرن السادس بعد أن دمرها حريق، ومنذ ذلك الوقت، ظلت كنيسة المهد قائمة على أرض بيت لحم، محافظة على مكانتها كموقع روحي وتاريخي بالغ الأهمية.

وتضم الكنيسة اليوم العديد من الرموز الدينية والمعمارية المرتبطة بالحقب المسيحية المتعددة، وتشرف عليها طوائف دينية متعددة من اللاتين والأرثوذكس والأرمن، وتعد ملتقى لتلاقي الطقوس والتقاليد الكنسية المختلفة.

مركز التراث العالمي -

أما طريق الحجاج، فيمتد من مدخل مدينة بيت لحم حتى ساحة كنيسة المهد، ويمر بعدد من المواقع والمعالم الدينية، منها الأديرة والكنائس التاريخية التي بنيت في فترات مختلفة.

ويُعد هذا الطريق من أهم المسارات الدينية المسيحية، إذ شهد على مدى قرون طويلة مرور الحجاج والزوار من مختلف الجنسيات والطوائف، وهو ما أعطاه بعدًا دينيًا وثقافيًا متميزًا.

ويحتوي الطريق على أجراس وحدائق وأبنية أثرية يعود بعضها إلى القرون الوسطى، وهو ما يعكس التنوع الغني في التراث الديني والمعماري للمنطقة.

في عام 2012، أُدرجت كنيسة المهد رسميًا ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو، لتكون بذلك أول موقع فلسطيني يحصل على هذا التصنيف، ما يؤكد مكانتها التاريخية والروحية على المستوى العالمي، ولم يقتصر الأمر على الكنيسة وحدها، بل شمل أيضًا طريق الحجاج الذي يمثل بدوره شاهدًا حيًا على حركة الحجاج منذ قرون.

وشكل إدراج الموقع في هذه القائمة دعمًا كبيرًا لجهود الحفاظ عليه، خاصة في ظل التحديات التي واجهها من إهمال وتدهور هيكلي في السابق، حيث خضعت الكنيسة لعمليات ترميم موسعة أسهمت في إنقاذها وإعادة الاعتبار لقيمتها.

تحمل كنيسة المهد وطريق الحجاج رسالة دينية وإنسانية عابرة للحدود، وتُمثل رمزًا للتعايش الثقافي والديني في أرض شهدت ولادة الرسالات السماوية، كما يظل الموقع أحد أبرز المعالم التي تربط الفلسطينيين بتاريخهم الديني والحضاري، ويمنحهم فرصة لتأكيد حضورهم الثقافي أمام العالم، في ظل محاولات مستمرة لطمس الهوية الفلسطينية.

المصدر: اليونسكو

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار