تتربع قلعة نويبع في القسم الشرقي من شبه جزيرة سيناء بمصر، حيث تمثل معلماً تاريخياً بارزاً يجمع بين الأهمية المعمارية والدور الدفاعي الذي لعبته عبر العصور، فقد شُيدت القلعة في عام 1893 فوق بقايا حصن قديم يعود إلى العهد الأيوبي، مما يجعلها شاهداً على مراحل متعددة من التاريخ التي مرت بها المنطقة، كما تعكس قيمتها العسكرية والدينية أهمية سيناء كأرض التقاء بين الحضارات.
وتتميز القلعة بموقعها الاستراتيجي على ساحل خليج العقبة، إذ كانت تمثل نقطة مراقبة متقدمة لحماية طرق التجارة والحجاج، وتوفير الأمن للرحالة والقوافل التي كانت تعبر المنطقة نحو الحجاز، كما كانت القلعة تؤدي دوراً بارزاً في ربط سيناء بمراكز الحكم المختلفة في مصر على مر العصور، وهو ما يمنحها بعداً حضارياً يبرز مكانتها التاريخية.
وتُظهر بقايا القلعة الطراز المعماري الذي يجمع بين البناء العسكري التقليدي في العصور الوسطى واللمسات التي أضيفت خلال فترة الدولة العثمانية، حيث شُيدت بأسوار قوية وأبراج مراقبة لضمان وظيفتها الدفاعية، كما ضمت بداخلها غرفاً ومخازن استخدمت لخدمة الجنود والمقيمين، مما يجعلها نموذجاً معمارياً فريداً يعكس عبقرية البناء في ذلك الوقت.
ويُنظر إلى القلعة باعتبارها جزءاً من التراث الثقافي المصري الذي يربط الماضي بالحاضر، إذ لا تقتصر أهميتها على دورها العسكري فقط بل تمتد لتشكل معلماً سياحياً يجذب الزوار المهتمين بالتاريخ والآثار، حيث يقصدها السياح لاكتشاف أسرارها المعمارية والاستمتاع بموقعها المطل على البحر والمناظر الطبيعية المحيطة بها.
وقد حظيت قلعة نويبع باهتمام المؤسسات الدولية بعدما تم إدراجها في القائمة الإرشادية المؤقتة لليونسكو تحت الاسم الرسمي قلعة نويبع، وهو ما يعكس قيمتها العالمية ويؤكد أهميتها كجزء من التراث الإنساني المشترك، ويمثل خطوة نحو حمايتها وصونها للأجيال المقبلة، كما يعزز فرص إدراجها مستقبلاً في قائمة التراث العالمي.
ويولي المجتمع المحلي في نويبع اهتماماً خاصاً بالقلعة باعتبارها رمزاً لهويتهم الثقافية والتاريخية، حيث ترتبط في وجدان السكان بذكريات تاريخية عن الدفاع عن الأرض وحماية الممرات الحيوية، كما يسعى الأهالي بالتعاون مع الجهات المعنية إلى الحفاظ على معالمها وصونها من التدهور لتبقى شاهدة على عراقة المنطقة.
وتظل قلعة نويبع مثالاً على التراث المصري المتنوع الذي يجمع بين المعالم الأثرية والطبيعة الساحرة، فهي تقف شامخة على شاطئ خليج العقبة لتروي قصة تاريخ طويل يمتد من العهد الأيوبي إلى الحقبة العثمانية وصولاً إلى العصر الحديث، وهو ما يمنحها أهمية خاصة تستدعي المزيد من الاهتمام والترويج كوجهة تاريخية وسياحية فريدة في شبه جزيرة سيناء.
المصدر: اليوم السابع