الثلاثاء 1447/04/01هـ (23-09-2025م)
الرئيسية » جولة في التراث » المملكة العربية السعودية » مرئي » الآثار » قلعة تبوك محطة تاريخية تعكس إرث طريق الحج الشامي الإسلامي

قلعة تبوك محطة تاريخية تعكس إرث طريق الحج الشامي الإسلامي

 

تقع قلعة تبوك في قلب مدينة تبوك بالمملكة العربية السعودية، وقد شكّلت عبر تاريخها محطة رئيسية على طريق الحج الشامي الذي ربط بلاد الشام بالمدينة المنورة، حيث بُنيت خلال العهد العثماني لتأمين الحجاج وتوفير الخدمات الضرورية لهم.

كانت القلعة بمثابة ملاذ آمن للمسافرين في رحلات الحج الطويلة، فقد وفرت الحماية من الأخطار، كما أمنت المياه والإمدادات للحجاج في صحراء قاسية، مما جعلها عنصرًا أساسيًا في تأمين استمرارية الرحلة الروحية.

تتميز القلعة بتصميمها العثماني الذي يعكس براعة العمارة القديمة، فجدرانها الحجرية لا تزال تقاوم عوامل التعرية والزمن، فيما تقف أبراجها شاهدة على دورها الدفاعي، الأمر الذي جعلها معلمًا بارزًا في تاريخ المنطقة.

تشكل القلعة جزءًا من الإرث التاريخي لطريق الحج الشامي، وقد رُشحت لتُدرج ضمن القائمة الإرشادية لليونسكو، في خطوة تعكس قيمتها الثقافية العالمية، وتعزز من مكانتها كمعلم يستحق الاهتمام على المستويين المحلي والدولي.

تقرير / "قلعة تبوك الأثرية" نافذة تطل على التاريخ

تجذب قلعة تبوك السياح والباحثين في التاريخ الإسلامي الذين يسعون لاستكشاف معالمها، إذ تحكي حجارتها قصصًا عن رحلات الحج ومشاقها، فيما تمنح الزوار فرصة للغوص في تفاصيل الماضي العريق.

رغم ذلك تواجه القلعة تحديات كبيرة في الحفاظ على هيكلها الأثري، إذ تهددها عوامل التعرية والظروف البيئية، ما يستدعي جهودًا متواصلة لترميمها وصونها، حفاظًا على رمزيتها التاريخية.

تُنظم جولات سياحية مخصصة للتعريف بالقلعة ومحيطها، كما توفر مراكز الزوار معلومات تاريخية تسهم في إثراء تجربة السياح، وهو ما يساعد في تعزيز مكانة القلعة كوجهة ثقافية، وفي الوقت نفسه دعم الاقتصاد المحلي عبر السياحة.

لم تكن القلعة مجرد موقع عسكري أو استراحة، بل كانت أيضًا نقطة التقاء ثقافي للحجاج القادمين من مختلف الأقطار، حيث مثلت رمزًا للوحدة الروحية والإنسانية التي جمعت المسلمين على دروب الحج.

تعمل السلطات المعنية على تطوير البنية التحتية المحيطة بالقلعة، بما يشمل تحسين المرافق وتوفير خدمات تسهّل على الزوار رحلتهم، وذلك في إطار رؤية تهدف إلى إبراز المكان كوجهة سياحية وثقافية بارزة.

توثق الدراسات الأثرية تاريخ القلعة بدقة، وقد أسفرت التنقيبات عن اكتشافات جديدة تؤكد أهميتها كمعلم يرتبط بالذاكرة الإسلامية، مما يعزز دورها في إثراء المعرفة التاريخية.

تسعى المبادرات المحلية والدولية إلى الترويج للقلعة عبر المعارض الثقافية والبرامج السياحية، وهو ما يسلط الضوء على قيمتها التاريخية، ويعزز من جهود الحفاظ على هذا الإرث الإنساني.

تظل قلعة تبوك شاهدًا على تاريخ الحج الشامي، وجدرانها تحكي قصص الصمود والإيمان، وهي اليوم دعوة مفتوحة لاستكشاف التراث الإسلامي والإنساني الذي تختزنه بين أركانها.

المصدر: اليونسكو

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار