بدأت جهود الحفاظ على قصر الزباء الأثري في إمارة رأس الخيمة بدولة الإمارات العربية المتحدة منذ سنوات، حيث يعود بناء القصر إلى الفترة بين القرنين الثالث عشر والسادس عشر للميلاد، ويعد نموذجاً مهماً للعمارة التقليدية في المنطقة، ويعكس نمط الحياة الاجتماعية والسياسية في تلك الحقبة، ويتميز القصر بتصميمه الدفاعي والمساكن الداخلية المترابطة، ومواد البناء التقليدية المستخدمة فيه والتي تحمل الطابع المحلي.
يشكل قصر الزباء جزءاً من موقع القائمة الإرشادية المؤقتة لمنظمة اليونسكو، حيث شمل التقييم العلمي والمعماري والأثري لتحديد أهميته الثقافية، وقد ساهم القصر في توثيق تاريخ المنطقة ودور الإمارة في التحولات التاريخية، ويعد شاهداً على التقنيات المعمارية التي استُخدمت في بناء القصور والحصون، ويجذب الباحثين والزوار المهتمين بالتراث والتاريخ، ويعكس أهمية الحفاظ على المواقع الأثرية ضمن خطط التنمية المحلية.
شملت الدراسات الميدانية في القصر عمليات توثيق دقيقة لجميع عناصره المعمارية، بما في ذلك الجدران والأسوار والأبراج والغرف الداخلية، وتم استخدام تقنيات التصوير ثلاثي الأبعاد لتسهيل عمليات الترميم والحفاظ على التفاصيل المعمارية، كما عملت الفرق المتخصصة على صيانة المواد التقليدية وتقوية البنية الأساسية للقصر، بما يضمن بقاءه محافظاً على طابعه التاريخي، ويتيح للزوار التعرف على أسلوب البناء القديم والوظائف الاجتماعية للمكان.
ساهم القصر في تعزيز الهوية الثقافية لإمارة رأس الخيمة، حيث يمثل جزءاً من التراث المحلي المرتبط بالأسرة الحاكمة والتاريخ العسكري والإداري للمنطقة، ويمثل نقطة جذب سياحية وتعليمية هامة، كما ساعد في تنظيم زيارات تعليمية للطلاب والباحثين لتوسيع معرفتهم بالتاريخ المحلي.
ويظهر القصر أهمية الجمع بين الحفاظ على التراث وإعادة استخدام المواقع التاريخية بطريقة مستدامة، مما يعكس التوازن بين التنمية الثقافية والسياحية في الإمارة.
تعزز الجهود الحالية للترويج لقصر الزباء من الوعي العام بأهمية الحفاظ على التراث، حيث تشارك الجهات الحكومية والمؤسسات الثقافية في برامج توعية وورش عمل تعليمية، وتعمل على تطوير مسارات سياحية تعليمية داخل القصر، وتوفير محتوى رقمي للتعرف على تاريخ الموقع، كما تشجع المبادرات المحلية على إشراك المجتمع في حماية القصر.
ويبرز الموقع كأحد أبرز المعالم التاريخية في رأس الخيمة، ويؤكد على الدور الفعال للتراث في تعزيز الانتماء الثقافي والوعي التاريخي.
المصدر: ويكيبيديا