كشف فريق من علماء الآثار عن آثار رومانية بارزة في مدينة قرزة الواقعة بمنطقة مصراتة، حيث تأسست المدينة في القرن الثاني الميلادي في عهد الإمبراطور سبتيموس سيفيروس، وتبرز المدينة كشاهد حي على الحضارة الرومانية في شمال إفريقيا، وتحمل آثارها بصمات العمارة والفنون الرومانية، وتعد نقطة جذب للباحثين وعشاق التاريخ.
تضم قرزة بقايا أثرية متعددة تشمل مقبرتين رئيسيتين، المقبرة الشمالية والمقبرة الجنوبية، وتحتوي كل منهما على نقوش وتصاميم تمثل الفن الروماني وطقوس الدفن التقليدية، وتشير الدراسات إلى أن المدينة كانت مركزًا تجاريًا وثقافيًا هامًا يربط المدن الساحلية بالداخلية، وتعكس هذه الآثار حجم النشاط الاقتصادي والاجتماعي في تلك الحقبة.
أدرجت اليونسكو موقع قرزة في القائمة الإرشادية المؤقتة للتراث العالمي، وهو ما يعزز مكانتها ويشير إلى الاهتمام الدولي بالحفاظ على آثار ليبيا رغم التحديات الأمنية، ويسعى الخبراء إلى حماية الموقع من التدهور، مع دعوات لتكثيف أعمال الترميم والدراسات الأثرية للحفاظ على إرث المدينة للأجيال المقبلة.
تتمتع قرزة بموقع استراتيجي في منطقة مصراتة، التي كانت مركزًا حيويًا في العصور القديمة، وكانت المدينة محطة مهمة على الطرق التجارية الرومانية، وتظهر بقايا الجدران والأعمدة مهارة الرومان في البناء والتخطيط العمراني، ويجذب هذا الباحثين إلى دراسة الأساليب المعمارية الرومانية والمواد المستخدمة في الإنشاءات القديمة.
تواجه آثار المدينة تحديات طبيعية وبشرية كبيرة، إذ يؤثر المناخ الصحراوي على سلامة الآثار، بينما تهدد الأوضاع الأمنية استمرار أعمال التنقيب والترميم، ويؤكد الخبراء على أهمية التعاون الدولي لدعم جهود الحفاظ على هذا الإرث الثقافي وتوفير الموارد اللازمة للحفاظ عليه.
تساهم قرزة في تعزيز السياحة الثقافية في ليبيا، رغم محدودية الزوار حاليًا بسبب الظروف الأمنية، ويأمل المسؤولون في أن تسهم أعمال الترميم المستقبلية في استقطاب السياح، وتعكس الإمكانات الكبيرة لليبيا كوجهة سياحية تاريخية تجمع بين التراث والطبيعة، وتفتح المجال أمام برامج ثقافية وتعليمية تستفيد من الآثار المكتشفة.
تستمر الدراسات الأثرية في كشف أسرار قرزة، حيث يرى الخبراء أن المدينة قد تحتوي على قطع أثرية إضافية مدفونة لم تُكشف بعد، وتعزز هذه الاكتشافات فخر الليبيين بتاريخهم، وتؤكد أهمية حماية التراث الإنساني، وتشجع على الاهتمام الدولي بالآثار الليبية والمساهمة في إبرازها كجزء من الحضارة العالمية.
المصدر: ويكيبيديا