الأثنين 1447/03/23هـ (15-09-2025م)
الرئيسية » جولة في التراث » لبنان » مرئي » المعالم التاريخية » طرابلس اللبنانية تجمع بين التراث الثقافي والتاريخي والحضاري

طرابلس اللبنانية تجمع بين التراث الثقافي والتاريخي والحضاري

 

طرّزت طرابلس العربية تاريخها العريق منذ العصر الفينيقي، وأسست مكانتها كمركز حضاري وثقافي في لبنان، وتعرفت المدينة لاحقًا باسم “تريبوليس” قبل أن يسميها العرب “طرابلس الشام” لتمييزها عن طرابلس الليبية، وتتميز بموقعها الاستراتيجي على بعد 85 كم شمال بيروت، وتغطي مساحة تبلغ 65 هكتارًا، وتضم معالم أثرية متعددة تعكس غناها التاريخي والثقافي.

الأبنية التراثية في طرابلس: صورة عن "لبنان الكبير" | اندبندنت عربية

استعرضت المدينة في العصور الوسطى معالم بارزة مثل قلعة طرابلس وقصر سانت جيل، واستمرت في العصر المملوكي في تطوير الأسواق والخانات والمدارس والحمامات، مما جعلها مركزًا لصناعة النسيج والحديد والخشب والصابون، كما ساهمت في النهضة الاقتصادية للعصر العثماني عبر تعزيز التجارة والتبادلات مع أوروبا، وحافظت على شبكة حضرية مترابطة بين القلعة والميناء.

احتضنت طرابلس الثقافة والفنون، ونظمت معارض للرسم والفن التشكيلي والحلي التقليدية، كما تخصصت في صناعة الحلويات والمأكولات الشرقية، واستضافت فعاليات “أيام التراث” التي تعكس تاريخ المدينة وتراثها، وأسست مؤسسة تراث طرابلس-لبنان عام 2009 لتعزيز التراث التاريخي والثقافي عبر برامج تعليمية وإعادة تأهيل للمواقع وإطلاق خرائط رقمية، مع استقطاب الفعاليات الموسيقية والأدبية والفنية.

حافظت المدينة على أكثر من 160 معلمًا تاريخيًا، بما يشمل المساجد والمدارس والخانات والأسواق، واستمرت البيوت والأسواق القديمة سليمة ضمن إطار حماية قانونية وقيود تنظيمية، كما تم ترميمها دون التأثير على أصالتها، ويشمل النسيج الحضري مخطط المنازل الثلاثية الفريد الذي يميز طرابلس عن المدن الأخرى في المنطقة، ويجعلها نموذجًا فريدًا للبنية السكنية والعمرانية المملوكية.

طرابلس عاصمة الثقافة العربية: كي لا تضيع الفُرصة.. | السفير العربي

قدمت طرابلس نموذجًا حضريًا فريدًا بالمقارنة مع مدن مملوكية أخرى مثل القاهرة ودمشق وحلب، حيث حافظت على علاقة متينة بالميناء واستمرت في تنظيم الأحياء وفق الهيكل الحضري التقليدي، كما تشابهت في بعض عناصرها مع مدينة الخليل القديمة في فلسطين، مع الحفاظ على النسيج المملوكي ووجود أحياء متكاملة تحافظ على الطابع التقليدي، وبرزت كمدينة ساحلية تجمع بين التراث التاريخي والوظائف الاقتصادية والاجتماعية الحديثة.

سجلت طرابلس مكانتها العالمية باختيارها عاصمة للثقافة العربية عام 2024، وأصبحت مثالًا حيًا على المدينة التاريخية التي تجمع بين التراث الثقافي والفنون والمجتمع المدني النشط، ويعكس نشاطها المستمر في مجالات الصناعة التقليدية والمبادرات الثقافية والحفاظ على المواقع الأثرية قيمة استثنائية على المستوى الإقليمي والعالمي، مما يجعلها مركزًا حضاريًا مهمًا بعد بيروت ويؤكد على أهمية استدامة التراث والمعمار التقليدي فيها.

المصدر: سكاي نيوز عربية

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار