السبت 1447/02/22هـ (16-08-2025م)
الرئيسية » جولة في التراث » سلطنة عُمان » مرئي » الآثار » ضريح بيبي مريم.. شاهد على مكانة قلهات التاريخية في سلطنة عمان

ضريح بيبي مريم.. شاهد على مكانة قلهات التاريخية في سلطنة عمان

يقف ضريح بيبي مريم شاهدًا على مكانة قلهات التاريخية في سلطنة عمان، إذ مثّل هذا المعلم جزءًا من المشهد المعماري والديني في مدينة كانت قبل قرون محورًا للتجارة والعلاقات البحرية على سواحل المحيط الهندي، وقد تم إدراج الضريح ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي عام 2018، ما يعزز من قيمته الأثرية ويؤكد على عمقه الحضاري المتجذر في الذاكرة العمانية.

ينتمي الضريح إلى مدينة قلهات الواقعة في ولاية صور بمحافظة جنوب الشرقية، وهي واحدة من أقدم المدن الساحلية التي ازدهرت خلال العصور الإسلامية المبكرة.

موروث عُمان on X: "بيبي مريم ضريح أثري يقع في قلهات، لا يُعرف على وجه التحديد هوية مريم، غير أن #ابن_بطوطة أشار في كتابه "تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار" إلى

وقد ارتبط اسم بيبي مريم بشخصية نسائية لعبت دورًا بارزًا في تاريخ المدينة، وتقول بعض الروايات إن الضريح بُني بأمر من حاكم قلهات تخليدًا لزوجته، بينما تذهب روايات أخرى إلى أن بيبي مريم نفسها كانت حاكمة قوية أثرت في مجريات الحكم والتجارة، ولا تزال هندسة الضريح المتبقية تحمل ملامح العمارة الإسلامية التقليدية، بما فيها البوابات والعقود ونمط البناء بالحجر.

يتميّز الموقع بأهميته التاريخية والجيواقتصادية، إذ كانت قلهات ثاني أكبر مدينة في مملكة هرمز، وشكلت محطة بحرية للتجارة بين الهند وشرق إفريقيا وشبه الجزيرة، وقد ذكرها الرحالة الشهير ماركو بولو في القرن الثالث عشر، كما زارها ابن بطوطة في القرن الرابع عشر وكتب عنها، مشيرًا إلى حركتها التجارية وعمرانها.

وكان لضريح بيبي مريم دور في تشكيل صورة روحانية وحضارية عن المدينة لدى القادمين من الخارج، ما جعله معلمًا بارزًا في وصف كثير من النصوص التاريخية.

بدأت أعمال الترميم خلال السنوات الأخيرة بهدف الحفاظ على الضريح من التآكل وضمان استقراره البنيوي، وشملت الجهود تقنيات معمارية تركز على حماية الأجزاء المتبقية دون التوسع في إعادة بناء أجزاء مفقودة، ويجري تنفيذ عمليات الصيانة بالتوازي مع جهود التوثيق العلمي، بما في ذلك استخدام تقنيات التصوير والمسح ثلاثي الأبعاد.

ضريح بيبي مريم لمحة عن التاريخ الغني لقلة سور عمان صورة الخلفية والصورة للتنزيل المجاني - Pngtree

كما تحظى المنطقة بحماية قانونية تمنع البناء أو التعدي داخل محيط الضريح، بينما يتولى السكان المحليون وبعض الجهات الرسمية مسؤولية مراقبة الموقع وضمان عدم الإضرار به.

يتكامل الضريح مع السياق الأثري العام لمدينة قلهات التي تضم بقايا مساجد وأسوار وموانئ وأسواق قديمة، ويشكّل الضريح مركزًا رمزيًا في هذا النسيج، إذ يعكس دور المرأة في الحياة السياسية والدينية، ويمنح الزائر فرصة لفهم أوسع لتاريخ المنطقة البحرية في عمان.

ومن خلال إدراج قلهات في قائمة التراث العالمي، تحوّل الضريح من مَعلم مهمل إلى موقع يحظى بالاهتمام المحلي والدولي، ويستمر العمل على تطوير المنطقة دون المساس بطبيعتها الأصلية، لتصبح إحدى المحطات السياحية الثقافية البارزة في السلطنة.

المصدر: ويكيبيديا

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار