السبت 1447/06/01هـ (22-11-2025م)
الرئيسية » جولة في التراث » اليمن » مادي » الآثار » شهارة .. جسر يمني غريب يجمع بين الهندسة والسياحة ويتحدى الجاذبية

شهارة .. جسر يمني غريب يجمع بين الهندسة والسياحة ويتحدى الجاذبية

سلب جسر شهارة في جبال شمال صنعاء العقول بروعته المعمارية، وجذب السائحين لرؤية المناظر الطبيعية والعبور فوقه، وبنى الجسر بإمكانات محلية بسيطة رجل يُعرف باسم عم صالح، واستطاع بمهارته الفائقة أن يصل بين جبلَي شهارة الأمير وشهارة الفيش في لوحة حجرية متقنة.

أسهم بناء الجسر في اختصار الطريق بين ضفتي الجبلين، وتسهيل نقل السكان والبضائع، وكان الغرض الأساسي ربط القرى الموزعة على الجانبين وتوفير الوقت والجهد، وبرز فيما بعد كمعلم سياحي فريد يميز الجزيرة العربية بتصميمه الملتوي وطابع الهندسة البسيطة.

أشاد السكان والسياح بالمعجزة الهندسية للجسر، وذكر عبد الرحمن الأشموري أن البناء نفذ باستخدام أحجار وأخشاب محلية دون مواد مستوردة، واعتمد على تقنيات ربط تمنع تفكك الجسر، فيما وصفت ماريا أنجليك الجسر بأنه أحد أكثر الأماكن تأثيراً عليها، وأكدت أن الصعود إلى الجبل يستحق الجهد لرؤية القرية والمناظر الخلابة وصولاً للجسر.

جسر شهارة باليمن .. أعجوبة معمارية تتحدى الجاذبية - جريدة الراية

سهل الجسر نقل البضائع والأغذية بين القرى، واستفاد منه نحو ألفي فرد، واعتبره فهد العمراني شاهداً على فترة ازدهار تاريخية للسكان في ظل الاضطرابات السياسية والاقتصادية، وأوضح عبد الكافي يوسف أنه مصدر إلهام لليمنيين لتحقيق الإنجازات والعمل على تحسين مستقبلهم، مشيراً إلى الإرادة الكبيرة التي امتلكها الأجداد في بناء مثل هذه المعجزات.

أسهمت مشروعات البنى التحتية في المياه والكهرباء والطرق والاتصالات في زيادة تدفق السياح الدوليين إلى شهارة، وظهرت المدينة في أجندة السياحة العربية والأجنبية، وارتفع عدد الزوار سنوياً، مما عزز الاقتصاد المحلي وأتاح للسكان تقديم الخدمات السياحية، وتحويل المباني الأثرية إلى فنادق واستراحات، وتنظيم زيارات للتعرف إلى العادات والتقاليد الاجتماعية والتفاعل مع الأسر المحلية.

قدمت المنطقة المقابلة للجسر مزايا سياحية إضافية تشمل سور المدينة المزود بالحصون والأبواب السبعة التي تفتح صباحاً وتغلق مساءً وفق تقاليد تعود للقرن الرابع عشر، إلى جانب المساجد والقلاع التاريخية التي تضم آلاف المخطوطات القديمة، ما جعلها مركز جذب ثقافي ومعماري وسياحي.

اعتبر الخبراء أن جسر شهارة يعكس قدرة الإنسان على التكيف مع البيئة الصعبة، وأن المحافظة على هذا المعلم ضرورة لتعزيز الهوية الثقافية والمعمارية، وتشجيع النشاط الاقتصادي والسياحي، ودعوة اليمنيين للاستفادة من إرث الأجداد في مواجهة تحديات الحاضر.

المصدر: الراية

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار