السبت 1447/06/01هـ (22-11-2025م)
الرئيسية » جولة في التراث » المملكة العربية السعودية » مادي » المعالم التاريخية » سفّ الخوص.. إبداع سعودي متوارث يحافظ على التراث الشعبي

سفّ الخوص.. إبداع سعودي متوارث يحافظ على التراث الشعبي

سفّ الخوص.. إبداع سعودي متوارث يحافظ على التراث الشعبي

تجسّد حرفة “سفّ الخوص” أحد أبرز أوجه التراث الحي في المملكة، حيث يحوّل الحرفيون سعف النخيل إلى أدوات عملية مثل السلال والحصر وأوعية التخزين، ويعكس هذا الفن العميق العلاقة بين الإنسان وبيئته المحلية، كما يوضح قدرة الأجيال على الاستفادة من الموارد الطبيعية بطريقة مبتكرة ومستدامة، ليبقى التراث السعودي حاضراً في الحياة اليومية والمناسبات التقليدية.

تبدأ الحرفة بجمع سعف النخيل وفرزه بعناية، ثم نقعه لتليينه قبل إعادة تشكيله يدوياً وفق تصاميم دقيقة تعكس مهارة الحرفيين وارتباطهم بالطبيعة، وقد شكّلت هذه المنتجات جزءاً أساسياً من حياة الأهالي في الماضي، ولا تزال تحظى بتقدير واسع خلال الفعاليات التراثية والمهرجانات الوطنية، حيث يُعد اقتناء السلال وأوعية التخزين المصنوعة يدوياً رمزاً للهوية الثقافية وللارتباط بالبيئة المحلية.

تبرز المملكة كواحدة من أبرز الدول المحافظة على صناعة الخوص، وذلك بفضل انتشار النخيل وارتباط الحرفة بجغرافيا المكان، وتحمل “سفّ الخوص” اليوم قيمة ثقافية كبيرة، فهي أكثر من مجرد مهنة، بل تمثل جسراً يربط الماضي بالحاضر، وتنقل المهارات والقيم من جيل إلى آخر عبر أنشطة تفاعلية وورش عمل تعلمية، لتضمن استمرار هذه الحرفة التقليدية في المشهد الثقافي السعودي.

تواصل الحرفة حضورها في الفعاليات الثقافية السعودية، شاهدة على تاريخ طويل من الإبداع الشعبي، إذ يبرز براعة الحرفيين في نسج السعف وتحويله إلى منتجات متقنة، ويؤكد هذا النشاط أن التراث ليس مجرد ذكرى، بل ممارسة حيّة تنسجها الأيدي وترويها الذاكرة، وتجمع بين الجمال الفني والفائدة العملية في الوقت نفسه، مع توفير تجربة تعليمية وتراثية للزوار والمجتمع المحلي.

شهدت السنوات الأخيرة اهتماماً متزايداً بالحرف التقليدية مثل سفّ الخوص، حيث تُنظّم معارض وورش عمل لتعريف الجمهور بمراحل الصناعة وأسرارها، ويشارك الشباب والفتيات في تعلم المهارات ونقلها للأجيال القادمة، مما يعزز استدامة هذه الحرفة ويؤكد دور المملكة في الحفاظ على التراث الشعبي وإبرازه عالميًا، ويبرزها كعنصر مهم في الهوية الثقافية السعودية.

المصدر: ويكيبيديا

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار