أسست دومة الجندل في القرن العاشر قبل الميلاد، لتصبح مركزًا حضاريًا بارزًا في شمال غرب السعودية، وورد ذكرها في وثائق آشورية عام 845 ق.م كعاصمة لمملكة أدوماتو، وتقع المدينة ضمن منطقة الجوف وتعد واحدة من أقدم الواحات التاريخية المرشحة لإدراجها ضمن قائمة التراث العالمي، وقد لعبت دورًا مهمًا في ربط الجزيرة العربية بالمناطق المجاورة عبر القوافل التجارية والثقافية.
أدرجت اليونسكو الموقع ضمن قائمتها الإرشادية المؤقتة تقديرًا لقيمته التاريخية ضمن الواحات المسورة، وتسعى الهيئة العامة للسياحة والتراث لإدراج دومة الجندل رسميًا ضمن قائمة التراث العالمي لتعزيز مكانتها الدولية، ويشهد الموقع اهتمامًا متزايدًا من الباحثين والسياح على حد سواء، نظرًا لتراثه الغني وتنوع آثاره التي تعكس الحضارات العربية القديمة.
تضم دومة الجندل معالم أثرية بارزة مثل قلعة مارد ومسجد عمر بن الخطاب التاريخي، إلى جانب حي الدرع وسوق دومة الجندل ومتحف الجوف الإقليمي، وتمثل هذه المواقع عناصر أساسية لفهم دور المدينة في التجارة والدين والإدارة في العصور القديمة، كما تظهر القلاع والمباني الدينية قدرة الإنسان على تنظيم المدن وتأمين القوافل التجارية والدينية على طرق الحج والتجارة.
شهدت المدينة جهود ترميم كبيرة للحفاظ على آثارها، إذ أطلقت الهيئة السعودية خطة شاملة لترميم المواقع التاريخية وتعزيز قيمتها السياحية، بينما تواجه المدينة تحديات التعرية وتأثيرات المناخ الصحراوي، ويشير الخبراء إلى ضرورة دعم دولي مستمر لضمان استدامة المدينة كوجهة تراثية عالمية، ويطالب الباحثون بتكثيف أعمال التنقيب للكشف عن المزيد من الآثار وتوثيق تاريخ المدينة بدقة.
يعكس مسجد عمر بن الخطاب دور دومة الجندل الديني خلال العصور الإسلامية المبكرة، بينما تبرز قلعة مارد دورها الدفاعي في حماية القوافل ومراقبة الطرق التجارية، وتشير الدراسات إلى أن المدينة كانت مركزًا إداريًا هامًا يدعم التجارة والحج، وتساهم دومة الجندل في تعزيز الهوية الثقافية للمملكة العربية السعودية كمركز حضاري مهم، ويستمر تطوير الموقع سياحيًا لاستقطاب الزوار من الداخل والخارج.
تظل دومة الجندل شاهدًا حيًا على الحضارات القديمة التي ازدهرت في شمال الجزيرة العربية، وتحمل المدينة إرث الواحات القديمة وقصص الحضارات التي مرت بها، كما تعكس قدرة الإنسان على التكيف مع البيئة الصحراوية واستثمار الموارد الطبيعية في البناء والتنظيم الحضري، ويؤكد الخبراء أن الحفاظ على المدينة يمثل واجبًا ثقافيًا ووطنيًا يعزز مكانة المملكة عالميًا في مجال التراث.
المصدر: ويكيبيديا