تعد منطقة جبل الداير الواقعة في الركن الجنوبي الشرقي من ولاية شمال كردفان في السودان واحدة من أبرز المواقع الطبيعية التي تتميز بتنوع بيئاتها، حيث تضم منحدرات جبلية مرتفعة وقمم يصل ارتفاعها إلى نحو 1400 متر فوق مستوى سطح البحر، كما تحتوي على وديان وجداول وسهول تشكل مزيجًا فريدًا من التضاريس، وتحتضن تنوعًا بيولوجيًا يشمل نباتات وحيوانات نادرة.
وقد حظيت هذه المنطقة باهتمام عالمي بعد ترشيحها عام 2021 للإدراج ضمن القائمة الإرشادية لليونسكو في السودان، وهو ما يعكس قيمتها البيئية والثقافية، كما جرى تصنيفها عام 2017 ضمن شبكة اليونسكو العالمية لمحميات المحيط الحيوي، الأمر الذي يمنحها مكانة خاصة بين المواقع التي تمثل توازنًا بين حماية الطبيعة والتنمية المستدامة.
ويتميز جبل الداير بطبيعة جغرافية فريدة، حيث تتوزع المنحدرات الصخرية حول القمم العالية، وتنساب الجداول في الأودية خلال مواسم الأمطار، مما يخلق بيئة مناسبة للحياة البرية، كما أن السهول المحيطة به توفر موائل للعديد من الكائنات التي تعتمد على التنوع النباتي في المنطقة، وقد ساهم هذا التنوع في جعل الموقع مقصدًا للباحثين والمهتمين بدراسة النظم البيئية في البيئات الجافة وشبه الجافة.
وعلى الرغم من الجدل الذي دار حول الاسم بين “جبل الداير” و”جبل الدير”، فإن الوثائق الرسمية الصادرة عن اليونسكو تشير بوضوح إلى ترشيح جبل الداير كموقع بيئي وثقافي، وهو ما يعزز من أهمية التوثيق العلمي للمعلومات الخاصة بالمواقع الطبيعية في السودان، خاصة أن بعض هذه المناطق لا تزال غير معروفة على نطاق واسع، مما قد يحد من فرص الاستفادة من قيمتها السياحية والبحثية.
وتعمل السلطات المحلية بالتعاون مع المنظمات الدولية على وضع خطط للحفاظ على النظام البيئي في المنطقة، وضمان استدامة الموارد الطبيعية، مع تعزيز السياحة البيئية التي يمكن أن تسهم في تنمية المجتمعات المحلية، كما أن إدراج الموقع ضمن قوائم اليونسكو يفتح الباب أمام فرص تمويل ودعم فني للحفاظ على التراث الطبيعي.
ويمثل جبل الداير نموذجًا للمناطق التي تجمع بين القيمة الطبيعية والأهمية العلمية، إذ يعكس مدى التنوع البيئي الذي يزخر به السودان، ويبرز دور المحميات والمواقع البيئية في حماية التنوع البيولوجي، كما يشكل فرصة لتعزيز الوعي بأهمية الحفاظ على الطبيعة من أجل الأجيال القادمة.
المصدر: ويكيبيديا