الخميس 1447/02/27هـ (21-08-2025م)
الرئيسية » جولة في التراث » تونس » مرئي » المعالم التاريخية » جامع القيروان يرسخ أقدم ملامح العمارة الإسلامية بالمغرب

جامع القيروان يرسخ أقدم ملامح العمارة الإسلامية بالمغرب

يُعد جامع القيروان الكبير أحد أقدم وأهم المعالم الإسلامية في شمال إفريقيا، وقد بُني بأمر من القائد عقبة بن نافع عام 670 ميلادي، ويقع المسجد في قلب مدينة القيروان التونسية، التي مثلت عبر القرون مركزًا دينيًا وعلميًا مؤثرًا في تاريخ العالم الإسلامي.

جامع عقبة بن نافع - ويكيبيديا

يجسد المسجد بمكوناته المعمارية المبكرة نموذجًا أصيلًا اعتمد عليه في بناء العديد من المساجد في المغرب العربي، ويضم عناصر فنية وهندسية تجمع بين البساطة والقوة، مما يجعله شاهدًا حيًا على تطور العمارة الإسلامية في المنطقة منذ بداياتها وحتى القرن التاسع.

شهد المسجد توسعات كبيرة خلال حكم الأغالبة في القرن التاسع، حيث أضيفت إليه أروقة واسعة ومنبر خشبي يعد من أقدم المنابر الإسلامية في التاريخ، كما شيدت مئذنته ذات الطابع المربع التي أصبحت نموذجًا معماريًا تكرر في مساجد المغرب العربي لاحقًا.

يتميز المسجد بمساحته الواسعة وتصميمه المتناسق، حيث تتوزع الأعمدة والقباب بتنظيم دقيق يعكس تطور الفكر المعماري الإسلامي، كما يضم مكتبة تاريخية ومحرابًا مزخرفًا يعد من أبرز المعالم الفنية في البناء، ويستمر دوره الديني والعلمي حتى اليوم.

يمثل الجامع أحد أهم مكونات مدينة القيروان القديمة، التي أدرجتها منظمة اليونسكو عام 1988 ضمن قائمة التراث العالمي، ويعكس هذا الاعتراف العالمي أهمية الموقع كعنصر رئيسي في تطور الثقافة الإسلامية ونشر العلوم والفكر الديني عبر الأجيال.

جامع عقبة بن نافع.. حكاية تحفة معمارية إسلامية في تونس

تواصل تونس جهودها في حماية المسجد والحفاظ عليه من التأثيرات البيئية والبشرية، وتشمل الخطط المعلنة أعمال ترميم وصيانة دورية تعتمد على مواد تقليدية وأساليب تراثية لضمان الحفاظ على أصالته، إضافة إلى برامج توعية موجهة للزوار والباحثين.

يستقطب الجامع سنويًا آلاف الزوار من داخل تونس وخارجها، ممن يأتون لاكتشاف هذا المعلم التاريخي والديني، وتوثيق مراحل تطور العمارة الإسلامية، والاطلاع على النقوش والزخارف التي توثق لحضارات امتدت لقرون طويلة.

يمثل جامع القيروان الكبير قيمة حضارية وروحية عميقة في تاريخ المسلمين، وهو شاهد مادي على مسيرة الفتح الإسلامي في شمال إفريقيا، ما يجعله أحد أهم المعالم التي تربط بين الماضي والحاضر في قلب المغرب العربي.

المصدر: اليونسكو

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار