اعتمدت النساء في جنوب المملكة العربية السعودية على ثوب المنجب التقليدي الذي يمثل تحفة فنية تعكس التراث والثقافة العريقة للمنطقة، وصُمم الثوب بقطع جانبية عند الفخذ لتوفير الاتساع والراحة أثناء الحركة، ويُعرف أيضًا باسم المتروك، وتختلف عدد القطع الجانبية حسب القبيلة، مما يعكس التنوع الثقافي والجمالي للأزياء الشعبية.
صممت الأقمشة المستخدمة في ثوب المنجب لتكون عالية الجودة ومريحة للارتداء، وزُين الثوب بتطريزات يدوية معقدة تنم عن مهارة الحرفيين، وتأتي هذه التطريزات بأنماط تقليدية متوارثة عبر الأجيال، ويمثل كل ثوب رمزًا للأناقة والفخامة، ويُرتدى غالبًا في الاحتفالات والمناسبات الخاصة، ويجسد الهوية الثقافية للمرأة الجنوبية ويعكس مكانتها الاجتماعية.
استخدم المجتمع ثوب المنجب للتعبير عن الفخر بالتراث المحلي، وأصبح الوسيلة للحفاظ على الفنون التقليدية ونقلها للأجيال الجديدة، كما ساهم في تعزيز الوعي بالتراث الشعبي بين الشباب، ولعب دورًا في دعم الصناعات اليدوية المحلية، إذ وفر فرص عمل للحرفيين الشباب، وساعد على استدامة مهارات الحياكة والتطريز اليدوي التي تشتهر بها المنطقة الجنوبية.
حافظت قبائل جنوب السعودية على خصوصية ثوب المنجب، فاختلاف عدد القطع الجانبية بين القبائل أضاف قيمة ثقافية وجمالية للزي، وعكست هذه التفاصيل الرموز الاجتماعية والفنية للمجتمع، كما عمل المصممون المحليون على تطوير ألوان وأقمشة الثوب لتلبية أذواق العصر الحديث، مع الاحتفاظ بالهوية التقليدية التي تمثل جزءًا لا يتجزأ من التراث الثقافي للجنوب.
سجل ثوب المنجب حضوره في المهرجانات المحلية والمعارض التراثية، وأصبح مثالًا حيًا على التوازن بين الأصالة والتجديد، ويمثل هذا الثوب مصدر فخر للنساء الجنوبيات، ويجسد التاريخ الحي للمنطقة من خلال تصميمه وألوانه وتطريزاته، ويؤكد استمرار التراث الشعبي في حياة المجتمع، ويواصل الشباب تبنيه كرمز للهوية والثقافة.
المصدر: ويكيبيديا
