الخميس 1447/04/03هـ (25-09-2025م)
الرئيسية » جولة في التراث » الأردن » مرئي » الآثار » بيت أبو جابر.. رمز التراث العثماني في قلب السلط الأردنية

بيت أبو جابر.. رمز التراث العثماني في قلب السلط الأردنية

 

يتربع بيت أبو جابر التاريخي، المعروف اليوم بمتحف السلط، في قلب مدينة السلط الأردنية، وشُيد بين عامي 1892 و1906 خلال العهد العثماني، وبنته عائلة الجوابرة إحدى أبرز العائلات التجارية في تلك الحقبة، ليصبح رمزاً للنشاط الاقتصادي والاجتماعي في المدينة ويعكس مكانة السلط التجارية في القرن التاسع عشر.

يتميز البيت بتصميمه المعماري الفريد الذي يعكس الطابع المحلي للسلط في تلك الفترة، وتتلألأ حجاراته الصفراء المزينة بزخارف ورسومات دقيقة تعكس الإبداع الفني والثقافي للمنطقة، ويبرز التنوع في العناصر المعمارية بين الطراز المحلي والتأثيرات العثمانية، مما يجعل المبنى مثالاً حياً على التطور المعماري في السلط.

يحمل بيت أبو جابر قيمة تاريخية وثقافية كبيرة، إذ كان مركزاً للنشاط التجاري والاقتصادي في المدينة، ويعكس ازدهار السلط كحلقة وصل تجارية بين مختلف المناطق، ويجسد قصص التجارة والازدهار التي شهدتها المدينة في العهد العثماني، كما يمثل جزءاً من ذاكرة السكان المحليين ويؤكد على أهمية البيت في التاريخ الاجتماعي والثقافي للسلط.

Tripadvisor - Abu Jaber Museum - صورة متحف ابو جابر، السلط

أدرجت اليونسكو بيت أبو جابر ضمن قائمة التراث العالمي عام 2021، ضمن إدراج مدينة السلط كموقع عالمي يحمل شعار “مدينة التسامح والضيافة الحضارية”، ويعزز هذا التكريم مكانة البيت كرمز للتراث الحضاري، ويسلط الضوء على قيم المدينة في التعايش والتعددية الثقافية، ويؤكد على أهمية الحفاظ على المعالم التاريخية التي تمثل الهوية الثقافية للسلط.

يستقطب المتحف الزوار من مختلف أنحاء العالم لاستكشاف تاريخ المدينة العريق، ويعرض مقتنيات تعكس الحياة اليومية والثقافة في تلك الفترة، ويوفر تجربة غامرة تأخذ الزائر عبر الزمن، وتتيح له التعرف على تفاصيل الحياة الاجتماعية والتجارية والعادات المحلية، كما يعزز فهم الدور التاريخي للسلط كمركز حضاري وتجاري مهم.

تتجلى في بيت أبو جابر روح التعايش التي تميز السلط تاريخياً، فقد كانت عائلة الجوابرة مثالاً للتسامح، وتعاونت مع مختلف السكان، ويعكس البيت قيم الوحدة والتعددية الثقافية، ويظهر كيف شكلت العلاقات الاجتماعية والتجارية أساساً للانسجام المجتمعي، ويظل البيت شاهداً على تاريخ المدينة في بناء مجتمع متماسك ومتعدد الثقافات.

يحافظ البيت على جاذبيته كوجهة سياحية وتاريخية في الأردن، ويجمع بين الأصالة المعمارية والقصص الإنسانية العميقة، ويظل رمزاً للإرث الثقافي الذي يلهم الأجيال ويعزز الوعي بأهمية التراث، كما يمثل وجهة تعليمية للطلاب والباحثين والمؤرخين الذين يسعون لدراسة تطور العمارة والتاريخ الاجتماعي في المنطقة.

يروي كل ركن في بيت أبو جابر حكاية من الماضي العريق، ويجسد مزيجاً من الفن والتاريخ والثقافة، ويظل شاهداً على عظمة السلط وحضارتها، ويواصل دوره كمنارة ثقافية في المدينة، ويجذب السياح والمؤرخين على حد سواء، ويظل رمزاً للتسامح والضيافة الحضارية التي تميز السلط عبر العصور.

المصدر: اليونسكو

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار