تنتصب بروج كبيكب الأثرية كشاهد صامت على حضارة عريقة، حيث تقع هذه المدافن القديمة في منطقة الجيلة بمحافظة جنوب الشرقية في سلطنة عمان،وتعود هذه القبور الأثرية إلى العصر البرونزي، وبالتحديد إلى فترة حضارة أم النار في الألفية الثانية قبل الميلاد.
ترتفع هذه الأبراج الحجرية على ارتفاع هائل يصل إلى حوالي 2000 متر فوق مستوى سطح البحر، مما يضفي عليها منظراً مهيباً وطابعاً غامضاً،ويُشير اختيار هذا الموقع المرتفع إلى أهمية خاصة للمتوفين أو لاعتبارات عقائدية مرتبطة بطقوس الدفن.
اكتشف فريق من علماء الآثار حوالي 90 برجاً منها في حالة جيدة نسبياً، وذلك في أواخر عام 1991م، مما يبرز ضخامة هذا المجمع الجنائزي القديم،ويُعد هذا العدد الكبير من القبور المكتشفة دليلاً على الكثافة السكانية والازدهار الحضاري في تلك الفترة.
تتميز الأبراج ببنائها الفريد الذي يشبه خلايا النحل، وهو نمط معماري سائد في مدافن حضارة أم النار، مما يربطها بالنسيج الحضاري المشترك لمنطقة الخليج العربي،وقد بُنيت هذه القبور باستخدام الحجارة المحلية الصلبة.
يتراوح ارتفاع هذه الأبراج ما بين 4 إلى 5 أمتار، بينما يتراوح قطرها ما بين 3 إلى 4 أمتار، مما يمنحها شكلاً أسطوانياً مميزاً،وتتكون بعضها من جدارين يفصل بينهما مساحة مملوءة بالحجارة، مما يزيد من متانتها وقدرتها على الصمود عبر آلاف السنين.
يُظهر بناء هذه القبور بهذه الطريقة المتقنة مهارة معمارية عالية لدى سكان حضارة أم النار، وقدرتهم على تشييد هياكل معقدة ومستدامة،ويُعتقد أن هذه القبور كانت تُستخدم لدفن جماعي أو عائلي، مما يعكس نظاماً اجتماعياً منظماً.
تُقدم بروج كبيكب مادة علمية ثمينة للباحثين، حيث تساعد في فهم العادات الجنائزية والنظام الطبقي والتكنولوجيا المتاحة في الألفية الثانية قبل الميلاد في شبه الجزيرة العربية،ويُسلط الموقع الضوء على الدور الحضاري لسلطنة عمان في العصر البرونزي.
المصدر: ويكيبيديا
