الأربعاء 1447/04/16هـ (08-10-2025م)
الرئيسية » جولة في التراث » لبنان » مرئي » الآثار » برج السباع الأثري.. حصن مملوكي يراقب شواطئ طرابلس ويروي قصصاً عن مجد غابر

برج السباع الأثري.. حصن مملوكي يراقب شواطئ طرابلس ويروي قصصاً عن مجد غابر

يُعرف برج السباع، أو برج برسباي، بأنه حصن دفاعي صغير يقع بجوار مرفأ طرابلس في شمال لبنان، ويُعدّ هذا البرج من أهمّ المعالم التاريخية في المدينة، حيث يعود تاريخ بنائه إلى القرن الخامس عشر الميلادي، في فترة حكم المماليك، ويُشكل نقطة مراقبة استراتيجية تشرف على البحر، وتحمي الميناء من أي هجمات محتملة.

يُنسب بناء البرج إلى السلطان المملوكي سيف الدين برسباي، أو السلطان قايتباي، وقد تمّ تصميمه ليكون حصنًا منيعًا، يُسهم في تعزيز دفاعات المدينة الساحلية، كما كان جزءًا من سلسلة من التحصينات التي أُقيمت على طول الساحل، لحماية طرق التجارة والمواقع الحيوية في المنطقة.

حصل البرج على اسمه الفريد “برج السباع” نسبة إلى الزخارف المنحوتة على واجهته، والتي تصور أسودًا (سباع)، وتُعتبر هذه الزخارف رمزًا للقوة والشجاعة، وتُظهر اهتمام المماليك بالفن والعمارة، حتى في المنشآت العسكرية، كما تُضفي على البرج طابعًا جماليًا مميزًا.

Lion Tower برج السباع — Steemit

يُعدّ البرج اليوم شاهدًا صامتًا على تاريخ طرابلس البحري، حيث شهد مراحل تاريخية مختلفة، من عصر المماليك إلى العصر العثماني، وبقي صامدًا في وجه الزمن، متحديًا عوامل التعرية، ومحتفظًا بهندسته المعمارية التي تمزج بين القوة والجمال، فجدرانه السميكة وفتحاته الضيقة توفر حماية قوية للقوات الموجودة في الداخل، وتسمح لهم بالدفاع عن الموقع بفاعلية.

يُصنّف برج السباع ضمن موقع “مدينة طرابلس القديمة”، المدرج في القائمة الإرشادية المؤقتة لليونسكو، وهذا الإدراج يؤكّد على قيمته الأثرية والتاريخية، ويُبرز دوره كجزء لا يتجزّأ من التراث الحضاري للمدينة، ويُشجّع على الحفاظ عليه، وصيانته، ليبقى رمزًا للتاريخ والإيمان.

إنّ زيارة برج السباع تُقدّم فرصة فريدة للسياح والمهتمين بالآثار، لاستكشاف بقاياه، وتخيل كيف كانت الحياة داخل أسواره المنيعة، كما تُعطي نظرة ثاقبة على تاريخ المدينة، ودورها كميناء تجاري وعسكري مهمّ في المنطقة.

المصدر: ويكيبيديا

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار