الجمعة 1447/03/13هـ (05-09-2025م)
الرئيسية » جولة في التراث » مصر » مرئي » المعالم التاريخية » باب زويلة بالقاهرة حصن تراثي يحتفظ بمكانته كأثر فاطمي بارز حتى اليوم

باب زويلة بالقاهرة حصن تراثي يحتفظ بمكانته كأثر فاطمي بارز حتى اليوم

يُمثل باب زويلة أحد المعالم التاريخية المتبقية من أسوار القاهرة الفاطمية، وقد بُني على يد الوزير الفاطمي بدر الدين الجمالي في عام 1092 ميلادية، وكان جزءاً من خطة شاملة لتحصين المدينة، حيث استخدمت في بنائه كتل حجرية ضخمة وُضعت بدقة، ما منح الباب صلابة ظلت بارزة حتى اليوم.

العربية نت" في باب زويلة.. هنا أُعدم طومان باي بطل "ممالك النار"

احتفظ الباب باسمين مختلفين، الأول هو باب زويلة، نسبة إلى قبيلة زويلة البربرية، التي شاركت في الفتح الفاطمي لمصر، والثاني هو “بوابة المتولي”، وهي تسمية لاحقة ظهرت في العصور التالية، وأصبحت أكثر شيوعاً بين سكان القاهرة، خاصة في العهد العثماني وما تلاه.

يمثل الباب اليوم أحد أبرز الشواهد على العمارة العسكرية في العصور الوسطى، ويتكوّن من برجين حجريين متصلين ببوابة مركزية ذات طابع معماري صارم، وكان يُستخدم قديماً كنقطة مراقبة ومدخل رسمي للمدينة، كما استخدم لتنفيذ أحكام الإعدام العلنية في بعض العصور.

تُظهر النقوش والكتابات الموجودة على واجهات الباب بعض الرموز الفاطمية، بالإضافة إلى التعديلات التي أُدخلت عليه في العصور التالية، ما يكشف عن طبقات متعددة من التاريخ السياسي والعسكري، ويعكس تغير أنماط الحكم وتأثيراته على البنية العمرانية في القاهرة.

أُدرج الباب في عام 1979 ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي باعتباره جزءاً من القاهرة الإسلامية، وهي المنطقة التي تضم عدداً كبيراً من المباني التاريخية التي تعود لعصور مختلفة، وتمثل تطوراً عمرانياً وثقافياً متواصلاً امتد لقرون داخل العاصمة المصرية.

حمل رأس "طومان باي".. "باب زويلة" حكاية تقترب من ألف عام - الوطن

يجذب الباب اليوم الزوار والباحثين باعتباره شاهداً على تحولات الحكم الفاطمي، كما يُستخدم كنقطة انطلاق في الجولات السياحية التي تستعرض تاريخ القاهرة القديمة، ويرتبط اسمه دائماً بحوادث تاريخية كبرى، أبرزها إعدام رسل المغول في عهد المماليك أمامه، قبل معركة عين جالوت.

تعمل جهات التراث والآثار على ترميم الباب بانتظام، وتزويده بوسائل إضاءة ومعلومات تعريفية لجعله أكثر جذباً للزوار، كما يُدمج في مسارات تعليمية للمدارس والجامعات، ضمن خطط تهدف إلى إحياء الاهتمام بالتراث الفاطمي وتحفيز الوعي بقيمة المعالم التاريخية.

المصدر: اليونسكو

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار