السبت 1447/06/01هـ (22-11-2025م)
الرئيسية » جولة في التراث » لبنان » مادي » الطعام » المغمور اللبناني.. طبق نباتي شهير يجسد بساطة المطبخ اللبناني وثرائه

المغمور اللبناني.. طبق نباتي شهير يجسد بساطة المطبخ اللبناني وثرائه

اكتسبت “الموساكا اللبنانية”، والتي تُعرف محلياً باسم “المغمور”، مكانة مرموقة كواحدة من الأطباق النباتية الأكثر شهرة وتميزاً على المائدة الشرق أوسطية، وهي تجسد بساطة المطبخ اللبناني وثرائه.

وتُقدم هذه اليخنة كوجبة صحية ولذيذة تعتمد بالأساس على المكونات الموسمية الطازجة، وتُعتبر أساسية ضمن قائمة المقبلات أو الأطباق الرئيسية الخفيفة، وتعتمد هذه الوصفة في جوهرها على دمج الباذنجان المقلي مع الطماطم والحمص، لخلق مزيج متوازن من النكهات والقوام.

تختلف الموساكا اللبنانية اختلافاً جذرياً عن نظيرتها المشهورة في المطبخ اليوناني، حيث إن الفارق بينهما ليس مجرد تباين بسيط بل هو اختلاف في الهوية والمكونات.

تُعرف الموساكا اليونانية بكونها طبقاً معقداً يتكون من طبقات متعددة ومكدسة من اللحم المفروم وصلصة البشاميل الكريمية، مما يجعلها وجبة دسمة وغنية بالدهون، وتُحافظ النسخة اللبنانية على أصالتها كنخنة نباتية صافية، خالية تماماً من اللحوم أو منتجات الألبان، مما يجعلها مناسبة للنباتيين والصائمين.

موساكا يونانية

اعتمدت الوصفات التقليدية للمغمور على الباذنجان الأسود الطويل، والذي يُقلى قليلاً قبل إضافته إلى مرق الطماطم الغني بالثوم والبصل، وهو ما يمنحه مذاقاً عميقاً، يُضاف الحمص المسلوق كعنصر بروتيني رئيسي وكمصدر للألياف، مما يعزز من القيمة الغذائية للطبق ويمنحه كثافة مميزة، تُطهى المكونات معاً على نار هادئة لفترة طويلة، للسماح للباذنجان بامتصاص نكهة الطماطم والتوابل، ولتتداخل النكهات معاً بشكل متناغم.

يُشكل المغمور خياراً مفضلاً لدى الكثيرين في أشهر الصيام، مثل الصوم الكبير لدى المسيحيين، وكذلك لمن يبحثون عن وجبة غداء خفيفة ومغذية بعيداً عن البروتينات الحيوانية، تُمكن مرونة هذا الطبق من تقديمه في درجات حرارة مختلفة، فهو يُستساغ بارداً، مما يجعله مثالياً لأيام الصيف الحارة أو كطبق “مزة” جانبي، كما يُقدم ساخناً لتدفئة الجسم في الشتاء، يُزين الطبق عادةً بزيت الزيتون البكر بعد الانتهاء من طهيه، وإضافة لمسة من أوراق النعناع المجفف أو الطازج لإضفاء نكهة عطرية.

ساهمت التوزيعات السكانية والهجرة اللبنانية في انتشار شهرة المغمور إلى دول الخليج وأوروبا وأمريكا، حيث أصبح يتمتع بتقدير واسع النطاق من مختلف الثقافات، تُظهر عملية إعداد المغمور بساطة المطبخ الشامي في التعامل مع الخضراوات، وتحويل المكونات المتواضعة إلى طبق فاخر وغني بالنكهات.

يُقدم المغمور غالباً إلى جانب الأرز الأبيض المطهو أو يُغمس بالخبز العربي الطازج، ليشكل بذلك وجبة متكاملة ومشبِعة تعكس روح المنطقة.

تُعد الموساكا اللبنانية دليلاً على أن الأطباق النباتية يمكن أن تكون غنية وعميقة المذاق، ومنافسة للأطباق التي تحتوي على اللحوم في شهرتها وشعبيتها.

يوفر هذا الطبق نسبة عالية من الألياف ومضادات الأكسدة بفضل الباذنجان والطماطم، مما يجعله خياراً مثالياً لمن يتبعون نظاماً غذائياً يركز على الصحة العامة.

ينبغي الإشارة إلى أن إتقان المغمور يعتمد على جودة زيت الزيتون ودرجة نضج الطماطم، وهما العنصران اللذان يحددان نجاح هذا الطبق الأصيل.

المصدر: ويكيبيديا

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار