يعتبر المطازيز من الأكلات الشعبية التي تشتهر بها منطقة نجد في المملكة العربية السعودية، ويزداد الإقبال عليها خلال فصل الشتاء، حيث تمنح الجسم الدفء والطاقة، ويُعرف مفرد الطبق باسم مِطزاز أو مَطزوز، ويُعتقد أن الاسم مشتق من كلمتين، الأولى “مطّ” وتعني مد العجين وفرده، والثانية “زيز” وتشير إلى القطع الصغيرة التي تضاف أثناء الطهي مع اللحم والخضار لتكتمل النكهة.
يُحضّر المطازيز بمكونين رئيسيين، الأول هو العجين، حيث يُخلط الدقيق مع الملح ويُضاف الماء الفاتر تدريجيًا للحصول على عجينة خشنة، ثم تُعجن باليدين حتى تصبح ناعمة، وتُغطى بمنشفة رطبة لنصف ساعة لتختمر، بعدها تُقسم إلى كرات صغيرة، وتُشكل أقراص رقيقة تُرش بالماء لمنع التصاقها، وتُحفظ لحين إضافتها للمرق.
يبدأ المكوّن الثاني بتحضير المرق، حيث يُسلق اللحم في قدر مع البهارات العربية والفلفل الأسود واللومي لمدة ربع ساعة، ثم يُقلى البصل المفروم في السمن خمس دقائق، ويُضاف مع صلصة الطماطم واللحم المسلوق إلى ثلاثة فصول ونصف من الماء حتى الغليان، ويُترك على نار هادئة أربعين دقيقة ليكتسب المرق نكهته العميقة ويصبح اللحم طريًا.
يُضاف بعد ذلك خليط الخضار المقطعة مثل اليقطين والبطاطا والباذنجان والكوسا والفاصولياء الخضراء، وتُلقى أقراص العجين الواحدة تلو الأخرى بعد إزالة الدقيق المرشوش عليها، ويُحرّك المزيج على نار هادئة لنصف ساعة تقريبًا، حتى ينضج العجين ويستقر في أسفل القدر، ويكتسب المرق سمكًا وقوامًا متجانسًا، ما يجعل الطبق غنيًا بالنكهات ومتوازنًا غذائيًا بين الكربوهيدرات من العجين والبروتينات من اللحم والألياف من الخضار.
يعكس المطازيز أصالة المطبخ النجدي ويُعد نموذجًا للطعام الشعبي الذي توارثته الأجيال، فهو يجمع بين بساطة المكونات وغنى النكهة، كما أن طريقة التحضير الدقيقة تمنح كل وجبة قيمة غذائية متكاملة، ويُفضل تقديمه ساخنًا ليُشعر المستهلك بالدفء والراحة، ويظل الطبق رمزًا للكرم والتقاليد العائلية التي تميز منطقة نجد.
يُعد المطازيز مثالًا حيًا على الأطباق التي تجمع بين الطابع التقليدي واللمسة العملية في المائدة الحديثة، حيث يمكن تحضيره في المنزل بسهولة مع مراعاة الخطوات الأساسية للعجين والمرق، ويظل خيارًا مثاليًا للوجبات الشتوية التي تقدم دفء ونكهة لا تنسى، كما يوضح مدى اهتمام المجتمع السعودي بالحفاظ على التراث الغذائي.
المصدر: سعوديبيديا