السبت 1447/03/14هـ (06-09-2025م)
الرئيسية » جولة في التراث » الجزائر » مرئي » المعالم التاريخية » المسجد الكبير.. رمز تراثي ومعاصر في الجزائر العاصمة

المسجد الكبير.. رمز تراثي ومعاصر في الجزائر العاصمة

يُعتبر المسجد الكبير في قلب قصبة الجزائر أحد أبرز المعالم الإسلامية التي صمدت عبر العصور، فقد شُيد عام 1097 خلال حكم الدولة المرابطية بقيادة يوسف بن تاشفين، ويُعد أقدم مساجد العاصمة وأحد النماذج النادرة للعمارة المرابطية التي تعكس روح تلك الحقبة التاريخية، كما أدرج منذ عام 1992 ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو تقديراً لقيمته التاريخية والمعمارية.

شهد المسجد الكبير على مدار قرون طويلة مراحل توسع وترميم متعددة، إذ كان شاهداً على الأحداث السياسية والدينية التي مرت بها المدينة، كما شكّل رمزاً لمكانة الجزائر الثقافية والدينية في المنطقة، وبفضل موقعه الاستراتيجي داخل القصبة العتيقة، ظل نقطة جذب للزائرين والباحثين عن ماضي الجزائر العريق.

يُبرز الجامع الكبير بتفاصيله العمرانية الفريدة الترابط بين الحضارات الإسلامية التي تعاقبت على الجزائر، وتكمن خصوصيته في حفاظه على معالمه الأصلية، مما جعله أحد أقدم الشواهد الحية على انتشار الإسلام في شمال إفريقيا، وقد تحوّل اليوم إلى مركز يستقطب المهتمين بالتراث والتاريخ.

افضل 5 انشطة عند زيارة المسجد الاعظم بالجزائر - المسافرون العرب

في المقابل، برز جامع الجزائر الأعظم كأحدث صرح ديني ومعماري في البلاد، حيث افتُتح في السنوات الأخيرة ليكون ثالث أكبر مسجد في العالم، ويُعرف بمئذنته الشاهقة التي يبلغ ارتفاعها 265 متراً، وهو ما جعله معلماً عمرانياً معاصراً يجمع بين الأصالة الإسلامية والابتكار الهندسي الحديث.

يضم جامع الجزائر الأعظم مجمعاً دينياً وثقافياً متكاملاً، إذ يحتوي على مكتبة ضخمة تضم مئات آلاف المجلدات، ومدرسة قرآنية تستقبل طلاب العلم، إضافة إلى متحف للفن الإسلامي يعرض نماذج نادرة من التراث الفني والحضاري، ليؤدي دوراً مزدوجاً يجمع بين العبادة والتعليم ونشر الثقافة.

تسعى السلطات الجزائرية من خلال الاهتمام بالمسجد الكبير وجامع الجزائر الأعظم إلى تعزيز السياحة الثقافية والدينية، فهذه المعالم تمثل عناصر جذب للسياح من مختلف أنحاء العالم، كما تساهم في ترسيخ صورة الجزائر كوجهة حضارية تجمع بين الماضي والحداثة.

ورغم الجهود المبذولة للحفاظ على المسجد الكبير وصيانته، ما تزال التحديات قائمة أمام حماية معالمه من التدهور الطبيعي والزمني، في حين تبقى الفعاليات الثقافية التي تُقام داخله وسيلة لتعريف الأجيال الجديدة بأهمية هذا التراث، وضمان استمراريته كجزء من هوية الجزائر التاريخية.

تجسد المساجد الكبرى في الجزائر، سواء الجامع الكبير أو جامع الجزائر الأعظم، تلاقي الماضي والحاضر، وتربط بين العمارة الإسلامية الكلاسيكية والتوجهات المعمارية الحديثة، وزيارتها تمنح تجربة غنية تفتح المجال لفهم أعمق لتاريخ الجزائر وتراثها الديني والثقافي.

المصدر: ويكيبيديا

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار