يُعد المجبوس الكويتي الطبق الوطني والأكثر شهرة في دولة الكويت، وهو يُمثل أيقونة المائدة الخليجية في المناسبات والأعياد الكبرى، يشتق اسم “المجبوس” من كلمة “كبس”، في إشارة إلى طريقة طهي الأرز حيث يُكبس ويُطهى ببطء في مرق اللحم أو الدجاج الغني بالنكهات، يُعتبر هذا الطبق دليلاً على الكرم والسخاء في الضيافة، حيث لا تخلو منه أي مائدة كويتية أصيلة.
يتكون المجبوس بشكل أساسي من الأرز البسمتي طويل الحبة، الذي يُطهى بمهارة في مرق اللحم أو الدجاج المسلوق، يُسلق اللحم (الضأن أو الدجاج) أولاً مع مجموعة من البهارات الصحيحة العطرية، مثل الهيل، والقرفة، والقرنفل، وورق الغار، وحبات اللومي (الليمون الأسود المجفف)، ما يضمن تشبع الأرز بالرائحة المميزة، يُنشل اللحم أو الدجاج بعد السلق ويُحتفظ بمرقه لتسوية الأرز.
تُعد “الحشوة” عنصراً لا يمكن الاستغناء عنه في المجبوس الكويتي، وهي ما تمنحه مذاقه الفريد والغني، تتكون الحشوة غالباً من البصل المفروم والمقلي حتى يحمر، ويُضاف إليه الحمص المسلوق والزبيب (العنب المجفف)، يُتبل هذا المزيج باللومي المطحون والبهارات والزعفران، ويُستخدم لتزيين الأرز وطبقاته عند التقديم.

يُوضع الأرز المنقوع والمُصفى داخل قدر المرق المصفى، ويُطهى على نار قوية في البداية حتى يبدأ الماء بالجفاف، يُضاف منقوع الزعفران الممزوج بماء الورد والهيل المطحون على وجه الأرز، ليمنحه لوناً ذهبياً عطراً ومميزاً، يُوضع الدجاج أو اللحم المسلوق والمُحمر فوق الأرز والحشوة، ثم يُغطى القدر بإحكام ويُترك على نار هادئة جداً ليُكمل الأرز نضجه بالبخار، وهي مرحلة “الكبس”.
يُقدم المجبوس في طبق التقديم واسع الحجم، حيث يُسكب الأرز أولاً، ثم تُوزع قطع اللحم أو الدجاج المحمرة فوقه بشكل جذاب، يُفرد “الحشو” على سطح الطبق، ويُزين بالمكسرات المحمصة كاللوز والصنوبر لإكمال المشهد البصري الفاخر، يُقدم المجبوس مصحوباً بـ “الدقوس”، وهي صلصة حارة أو حامضة مُحضرة من الطماطم والثوم، والبهارات، والخل، لتعديل دسامة الطبق.
يُعتبر المجبوس طبقاً متكاملاً من حيث القيمة الغذائية، إذ يحتوي على الكربوهيدرات من الأرز، والبروتينات من اللحم، والدهون الصحية من المكسرات، يُقدم هذا الطبق في الأعراس والمناسبات السعيدة والأعياد، وهو يُجسد بشكل دائم التراث البحري والبري للكويت، ويظل رمزاً حياً لأصالة المطبخ الخليجي الذي يمزج بين التوابل والأرز.
المصدر: ويكيبيديا